الشاطر وسليمان.. صراع الجبابرة

(1)اللهم كما ندعوك أن تضرب الظالمين بالظالمين وتُخرجنا منها سالمين، ندعوك أن تضرب خيرت الشاطر بعمر سليمان!، فالأول ولاؤه للمرشد، والثانى ولاؤه لمبارك.. الأول يرى أن الثوار انتهت مهمتهم بإسقاط رأس النظام، وآن الأوان لأن تستكمل الجماعة المشوار، وتحصد بمفردها جميع الثمار مرة واحدة. والثانى لم ير أن هناك ثورة قامت أصلاً، إنما مجموعات شبابية حمقاء تم استغلالها والدفع بها إلى التحرير، وآن الأوان لكى تنتهى هذه المهزلة، وتعود البلاد لبيت الطاعة الفرعونى.

(2)اللهم انتقم من كل من جعل الوطن كرة تتقاذفها الأرجل، وحمارا وحشيا تفترسه الضباع.. اللهم إنهم حين يتذكرون الحق لا يبغون به سوى الباطل، فهم يا سميع يا مجيب الدعاء لم يتذكروا قانون العزل السياسى إلا ليحرموا عمر سليمان من الترشح، لم تكن معركة نبيلة ضد الفلول، إنما كانت صراعا شخصيا على مكاسب حزبية، فهل عاد زمن تفصيل القوانين عند ترزية متخصصين «فشَر» فتحى سرور؟، وماذا ستكون النتيجة عندما يركب فى المقابل من بيدهم مقاليد البلاد الآن رأسهم، ويصرون على حرمان الشاطر من مباشرة حقوقه السياسية، وكله بالقانون، فالدرج مفتوح والأوراق «مِتستفة» وجاهزة عند اللزوم؟ ما هذا التلاعب السخيف بمستقبل البلد؟ وكيف تحول القانون إلى عاهرة رخيصة تدلف إلى فراش من يدفع أكثر؟
إنهم يرقصون على جثة الأمة، والشعب فى المدرجات لم يعد يتابع المباراة بشغف، لأن أنبوبة البوتاجاز فارغة، وطوابير الخبز طويلة، وطوابير السولار والبنزين أطول.

(3)خمر السلطة أسكر جماعة الإخوان، ففقدوا توازنهم وتعاملوا مع مصر على أنها «محفظة» يمكن نشلها سريعاً فى الأتوبيس. وحلم استعادة عرش المخلوع أسكر الرجل القوى بأركان نظامه، فقرر أنه لا يفل الحديد إلا عمر سليمان، وإذا كانت الجماعة لديها «شاطر» فى العمل السرى، فإن نظام مبارك لديه «الأشطر» فى العمل الاستخباراتى ليصدُق المثل الشعبى المصرى: «ربك بيسلط أبدان على أبدان».. ومخابرات على عمل سرى.. وجنرالا داهية على مهندس محترف مخططات.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم!

(4)قرأت مؤخرًا أن خيرت الشاطر سرح ذات مرة بخياله وهو يجلس قبل سنوات مضت على النادى النهرى، وتطلع إلى النيل وأسرَّ لمن معه متسائلاً: هل يمكن أن يأتى يوم وأرشح فيه نفسى لرئاسة الجمهورية؟، ودون أن ينتظر إجابة رد قائلاً: لو حدث ذلك فلن يكون أمامى منافس أخشاه سوى العجوز الماكر عمر سليمان.. ألم أقل لك: «ربك بيسلط أبدان على أبدان»!