من يخشى توفيق عكاشة؟!

لأول مرة فى تاريخ الإعلام المصرى، يواجه المذيع جماهيره صارخاً: سأتحول إلى النقيض..سأقول شعراً فى محاسن تيارات الإسلام السياسى التى أنتقدها الآن.. وربما أطلق لحيتى.. كل ذلك لو لم تتحركوا يوم 25 يناير القادم!
حدث هذا مع الفلاح الذى صار أكثر فصاحة من مئات الخُطباء..
اختلف معه كما شئت..اعتبره فقرة كوميدية لو أردت.. اسخر منه كما يحلو لك.. لكنك لا تستطيع أن تُنكر أبداً أنه صار أقوى من عشرات الأحزاب..وأشد تأثيراً من مئات المنابر.

تعامل كثيرون فى بداية الأمر مع ظاهرة د.توفيق عكاشة بكثير من الاستخفاف.. البعض قال: نتفرج عليه كى نضحك.. وبمرور الوقت ودهاء الثعالب ودقة المعلومات وشمولية الرؤية وحرارة اليقين، تحول الباحثون عن الضحك إلى باحثين عن إجابة..
غُلت يد عكاشة وغاب عدة أشهر كانت كافية لأن يرى الناس فيها كل ما حذر منه يتحقق على أرض الواقع وبالحرف الواحد:
الوطن تم اختطافه..
الأمن القومى صار يُباع فى المزاد
ثورة اللوتس تسير بسرعة الصاروخ فى اتجاه النموذج الإيرانى القمعى.
وجاء فيديو الشيخ برهامى الخاص بنجاح الحكام الجُدد فى تقييد الحريات ليُثبت أن الرجل كان مثل زرقاء اليمامة التى رأت الخطر على الأبواب وحين حذرت قومها سخروا منها.
يظهر توفيق عكاشة حالياً على قنوات كايرو والمصارع من الساعة 9 إلى 12.. ثلاث مرات ثم الإعادة..قنوات قد يراها البعض درجة ثانية إذا ما قورنت بـ C.B.C والحياة ودريم وأخواتها، لكنها صارت خبزاً تبحث عنه الملايين التى حذرها عكاشة بوضوح: المثل يقول "إنصح صاحبك من الصبح للظهر..وإن لم يستمع لا لوم عليك إذا قمت بغشه بقية اليوم".
نعم، ينصحنا الرجل "الذى لا أعرفه شخصياً" بأن 25 يناير فرصتنا الأخيرة لاستعادة الثورة والدفاع عما تبقى لنا من كرامة.. وإلا فلا يلومن الشعب إلا نفسه.