محمد بركة

هدير الصمت: الثورة والأهرام

السبت، 25 مايو 2013 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان ذلك قبل الثورة بنحو عام.. أبلغنى مكتب رئيس التحرير - الأستاذ أسامة سرايا آنذاك – بأننى مدعو لحضور اجتماع «مهم للغاية» الساعة كذا فى قاعة كذا ولم تشأ الأستاذة السكرتيرة أن تعطينى أى تفاصيل. كان الاجتماع الذى يضم كتاب المقالات وأعمدة الرأى خاصا لمناقشة ما وصف بأنه «خروج عن خط الأهرام الموضوعى فى النقد والتحليل» وكان من الواضح أن «بعض الكبار فى السلطة» غاضبون للغاية من بعض المقالات التى قد يتفهمونها من صحف المعارضة لكن لا يصدقون أنها تصدر عن الأهرام التى تصوروا أنها دخلت بيت الطاعة.. كان الاجتماع كاشفا للغاية: إدارة تبحث عن الرضا المباركى السامى بأى شكل وكتاب يناضلون لتمرير آرائهم الحرة.
تذكرت هذه الواقعة - التى لن أخوض فى تفاصيلها أكثر من ذلك لأسباب تتعلق بتقاليد الأهرام نفسها - وأنا أطالع كتاب الزميل الأهرامى محمد شعير «هدير الصمت - ثورة يناير - رواية صحفية من داخل جريدة الأهرام» وتضيق المساحة فأسارع إلى القول بأنه كتاب ممتع رغم ضخامته، يسرد من داخل المطبخ أسرارا وكواليس ممتعة تلتهمها سريعا وأنت تكاد تلهث وإن كنت ربما تتجاوز بعض الأبواب التى جاءت من باب الحشو. الكتاب سؤاله الجوهرى إذن: كيف تعاملت جريدة الأهرام مع ثورة 25 يناير؟ وهل محاولة ربطها بالنظام فى عهد أسامة سرايا رئيس التحرير الأسبق يعنى أن العاملين فيها كانوا يوافقون على تلك السياسة؟ وهل صحيح أنك يمكن أن تكون «ثوريا» وأنت تعمل فى الجريدة القومية الأشهر على مستوى الشرق الأوسط والمعروفة تاريخيا؟، صفحات الكتاب تجيبك – بشكل غير مباشر- بأن الأهرام ما هى إلا نموذج مصغر لمصر: شعب صمت كثيرا وحين هب حطم كل القيود مرة واحدة، وتماما كما يحاول البعض الآن إعادة البلد إلى أسوأ مما كانت عليه، يحاول البعض إعادة عقارب الزمن إلى الوراء بين جدران الجريدة التى تختصر فى أروقتها عطش الملايين إلى الكرامة والحرية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة