يقرأون الآن.. سعيد الكفراوى يودع ماركيز بقراءة "مائة عام من العزلة" للمرة الرابعة.. تأثير قراءتها عليه مثل الإلياذة والأودسة.. ويصف بنيتها الروائية بالكتب المقدسة

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 06:49 م
يقرأون الآن.. سعيد الكفراوى يودع ماركيز بقراءة "مائة عام من العزلة" للمرة الرابعة.. تأثير قراءتها عليه مثل الإلياذة والأودسة.. ويصف بنيتها الروائية بالكتب المقدسة سعيد الكفراوى يقرأ "مائة عام من العزلة"
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستعيد الكاتب والروائى سعيد الكفراوى، قراءة أعمال جارسيا ماركيز، فى محاولة منه لتوديعه، واكتشاف جوانب أخرى لم يستطع اكتشافها من قبل فى القراءات السابقة، ويعكف تحديدا على قراءة رواية "100 عام من العزلة" وذلك للمرة الرابعة، مؤكدا أن روايات ماركيز من وجهة نظره تعد بنية التراث العالمى للرواية مثل الكتب المقدسة، لأنه من أهم المؤثرين فى عالم الكتابة، وواحد ممن طوروا الخيال الإنسانى.
وأضاف الكفراوى، أنه يعيد قراءة هذا الكتاب، لأن كاتبه قدم صيغة جديدة لكتابة الروايات وله فضل كبير بين كتاب العالم كما أن له رؤية تؤسس لفكرة أن هذه الرؤية الإبداعية نافذة، مشيرا إلى أنه عندما رحل ماركيز عن دنيانا ترك ميراثا عظيما.

وأوضح الكفراوى، أنه يقرأ هذا الكتاب بمناسبة رحيل ماركيز هذا العام، قائلا "وأنا أقرأ له أشعر بأننى أودعه فضلا عن أنه فى كل مرة يقرأ له فيها يجد وجوها جديدة فى الرواية لم يكن اكتشفها من قبل لأنه كاتب غنى وله وجوه متعددة"، مشيرا إلى أنه اكتشف أن جارسيا ماركيز ليس كاتبا أسطوريا ممن تنتجهم أمريكا اللاتينية الذين يحولون الواقع لأسطورة، بل هو من يحول الأسطورة لواقع، لدرجة الصدق الذى يمارسه عند التخيل وبالتالى كل الشخصيات التى تبدو لنا متخيلة هى فى حقيقة الأمر شخصيات واقعية، مؤكدا أنه بإعادة قراءة أعماله يتجدد وعيه بالفن الجميل ويحيى فيه الروح العميقة والنظر للمستقبل ويكشف عن ثنايا الإنسان العامرة بالحب والحلم والحرية.

تعد رواية مائة عام العزلة من نشرت عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة وقد كتبها ماركيز عام 1965 فى المكسيك.

نجح الكاتب ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله منذ أن كانت بدايتها الأولى على يد خوسيه أركاديو بوينديا وعدد قليل من أصدقائه، تلك القرية التى أخفى ليلها قصص حب بعضها نجح وبعضها كان مكتوب له أن يفشل، مرورًا بنمو القرية حتى أصبحت أشبه بمدينة صغيرة توالت عليها الحروب والحكومات.

وأشار إلى أن فونتس عندما قرأ 75 صفحة فقط من الرواية، قال جملة شهيرة وهى "أن جارسيا ماركيز فى روايته 100 عام من العزلة تمثل تحفة فنية فى المطلق وهو نص عن المخيلة الإنسانية استوعب مخزون كل الكلاسيكيات أمريكا اللاتينية"، مضيفا أن الرواية تمثل له من حيث التأثير ما مثلته له الإلياذة والأودسة، والبحث عن الزمن الضائع لبروست وهى واحده من النصوص القادرة على صناعة خيال عظيم وشحن الكُتاب، بإضافة مهمة للإبداع، مشيرا إلى أن قراءته لهذه الرواية للمرة الرابعة يأتى فى إطار أنه نص يتجدد مع العصور مثلما تجددت رواية دون كيخوته لسرفانتس.

من أجمل الأفكار التى أراد الكاتب إيصالها للقارئ أن الزمن لا يسير فى خط مستقيم بل فى دائرة، فكلما تلاشت الأحداث من ذاكرتنا أعادها الكون لكن فى شخصيات وأزمنة مختلفة يفاجئ القارئ فى بداية القصة بتكرار الأسماء المتشابهة مثل أورليانو، أركايدو، وحتى اسم بوينديا هو اسم مشترك للأم والأب الأجداد الأولين الذين بحثوا عن طريق إلى البحر لمدة تتجاوز العام فكان الاستقرار الاضطرارى فى مكان مناسب وأطلق عليه خوسيه أركاديو بوينديا، الجد الكبير، اسم قرية ماكوندو التى سرعان ما اكتشف مكانها الغجر الذين زاروها بالألعاب السحرية والاكتشافات وحتى البساط الطائر والثلج فى زمن كانت هذه المخترعات أو حتى الخيالات غير موجودة.

ومع الزيارة الأولى للغجر، تبدأ الأحداث فى التطور فنتعرف على ميلكيادس الذى يبدأ كل شيء به وينتهى أيضا به، ويهرب خوسيه اركاديو ابن مؤسس القرية الجد الكبير لعقود طويلة ويعود لنشعر بمدى تغير الأزمنة، ويترك أيضا ميلكيادس الغجرى تلك الرقاق التى هى بها نبوءه ماكوندو من بداية تأسيس المدينة مرورا بالمآسى والأحقاد والحروب الطويلة التى قادها الكولونيل أورليانو بوينديا الليبرالى، ابن مؤسس القرية ضد المحافظين. والأمطار، التى استمرت أكثر من أربع سنوات دون انقطاع فى فترة أورليانو الثانى، والحياة الطويلة التى عاشتها أورسولا الجدة زوجة مؤسس القرية. والنبوءة التى استطاع آخر فرد فى الأسرة، أورليانو الصغير، أن يفك شفرة الأبيات الشعرية ويفهم فى اللحظة الأخيرة قبل هبوب الرياح المشئومة التى قضت على آخر السلالة والقرية كلها.


موضوعات متعلقة..


"يقرأون الآن" رواية لـ"عمار على حسن".. الكاتب يتجول مع منصورة عز الدين فى "جبل الزمرد".. الرواية توازى بين حكايتين فى زمنين متباعدين بمهارة بارعة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة