نجاد البرعى
وأجمع عدد كبير من الحقوقيين ورؤساء المنظمات الحقوقية إن تلك الواقعة المؤسفة لها العديد من الدلالات على رأسها اطمئنان الجناة لعدم المحاسبة، مشيرين إلى أنها تدل أيضًا على الأزمات النفسية التى يعانى منها عدد من رجال الأمن فى مصر.
مؤتمر مشروع الدعم القانونى لضحايا التعذيب
من جانبه توجه المحامى الحقوقى نجاد البرعى بالشكر لمدير أمن القليوبية على شجاعته واعترافه بجريمة عدد من أمناء الشرطة التابعين لمديريته بالتمثيل بجثة مواطن بعد وفاته، وإعلانه اتخاذ إجراءات.
وأضاف البرعى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن تلك الواقعة المؤسفة تدل على عنف مجرد لدى أجهزة الأمن، مطالبًا وزارة الداخلية بالاعتراف بالمشكلة كخطوة أولى لحلها.
كلمة نجاد البرعى
وشدد البرعى على أنه يجب على المنظمات الحقوقية ومراكز التأهيل كمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، التعاون بشكل وثيق للالتقاء بالمتهمين وتقديم المساعدة الطبية باعتبارهم معاقين نفسيًا، مطالبًا وزارة الداخلية بتسهيل تلك اللقاءات وإجراء اختبارات نفسية دورية على كل رجال الأمن.
وبدوره أعرب المحامى الحقوقى محمد زارع رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى عن استيائه الشديد من الواقعة المؤسفة التى وقعت أمس الأربعاء بمستشفى الخانكة بالقليوبية، والتى تظهر تمثيل عدد من أمناء الشرطة بجثة متوفى.
وأكد زارع فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن تلك الواقعة لها دلالات عديدة أولها الخلل الإدارى المتواجد داخل مستشفى الخانكة والذى سمح لأمناء الشرطة بالتواجد بالداخل وسرقة جثة والتمثيل بها جهارًا.
وأوضح زارع إن تصوير أمناء الشرطة لجريمتهم يدل على الاطمئنان بعدم المحاسبة، لافتًا إلى إن الحادث ينم عن إن أمناء الشرطة ينتقمون منه لموقف شخصى ولا يستطيعون الفصل بين قناعتهم الشخصية ومهام عملهم.
وشدد المحامى الحقوقى على إن تلك المجموعة تحتاج إلى علاج نفسى لما يعانونه من خلل نفسى حاد دفعهم إلى الانتقام من جثة شخص متوفى والتمثيل بها، قائلاً: "ننتظر تحرك النيابة العامة والتحقيق فى تلك الواقعة اللا إنسانية".
وفى السياق ذاته أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن إدانتها لواقعة قيام أحد أمناء الشرطة بالتمثيل بجثة أحد المتوفين داخل مستشفى الخانكة بالقليوبية، لما يمثله هذا الأمر من انتهاك صارخ للحق فى سلامة الجسد، خاصة إن هذا الأمر يتعارض جملة وتفصيلاً مع المواثيق والاتفاقيات الدولية التى كفلت هذا الحق، وكذا الدستور المصرى والأعراف والتقاليد المتوارثة.
وأكدت المنظمة فى بيان لها اليوم إن ما حدث يمثل جريمة يعاقب عليها القانون وفقًا لنص المادة 60 من الدستور المصرى بأن "لجسد الإنسان حرمة والاعتداء عليه، أو تشويهه، أو التمثيل به، جريمة يعاقب عليها القانون"، وكذا المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وعليه طالبت المنظمة المستشار النائب العام بالتحقيق الفورى والعاجل فى هذا الواقعة، وتقديم المسئولين عن هذه الواقعة للمحاكمة العادلة لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على جسد أى إنسان سواء كان حيًا أو ميتًا.
من جانبه أكد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، إن التمثيل بجثة مواطن هو أمر يتنافى مع المشاعر والتقاليد والقيم الراسخة فى المجتمع المصرى، وأن وجود مثل هذه الوقائع فى مجتمعنا هو أمر غريب لم نعهدها لكونه يتنافى مع التقاليد السمحاء للشعب المصرى.
وشدد أبو سعدة على ضرورة محاسبة أمناء الشرطة المتهمين فى تلك الواقعة، مشيرًا إلى إن هذه الواقعة هى استمرار لما سبقها من وقائع التعذيب سواء داخل السجون المصرية أو التى تتم داخل أقسام الشرطة، وهو ما يعد أحد الجرائم التى يجب القضاء عليها بشكل كامل لكونه ينتهك أبسط حقوق الإنسان الأساسية إلا وهو حقه فى الحياة والحرية والأمان الشخصي، مشيرًا إلى ضرورة إعمال القانون، ومواد الدستور المصري، التى تنص على إعمال حقوق الإنسان، فى التعامل مع المتهمين والمحبوسين.
جانب من الحضور
جانب من الحضور
موضوعات متعلقة..
ننفرد بنشر تحقيقات النيابة مع رؤساء ومأمورى قسم ومركز الخانكة فى واقعة تمثيل 3 أمناء شرطة بجثة متهم.. الضباط: لم نكلف الأمناء بالتواجد بالمشرحة.. والنيابة تتحفظ على المتهمين وتستدعى مدير المستشفى
أهالى "العيايدة" بالخانكة يكشفون هوية الجثة التى مثّل بها أمناء الشرطة.. ويؤكدون: أهله هربوا من البلد بعد قتلهم شخصين.. والتحريات: مسجل سرقات بالإكراه.. وقتل فى مطاردة مع الشرطة
