منذ أن تسلم مهام منصبه فى ديسمبر 2012، يسعى رئيس الوزراء اليابانى، شينزو أبى لتحسين الوضع الاقتصادى للبلاد بكل قوته من خلال خطة تحمل اسمه يطلق عليها "أبينومكس"، ولكن المثير للإعجاب فى هذه الخطة، ما يطلق عليه اليابانيون "ومنوميكس" أى الاقتصاد القائم على النساء لأنه يعد اعترافا حقيقيا من قبل هذا المجتمع التقليدى والذى يهمن على سوق العمل به الرجال، بأهمية دور المرأة فى تحفيز الاقتصاد.
ولأن المجتمع اليابانى يواجه مشكلة حقيقية متمثلة فى ارتفاع أعمار اليابانيين وانخفاض قلة المواليد، مما أثر على النمو الاقتصادى للبلاد، إذ تواجه الجمود منذ 20 عاما، قررت مواجهة هذه المشكلة بتشجيع النساء على العودة إلى العمل بعد الولادة وتسهيل هذه المهمة من خلال بناء دور رعاية ولوائح قانونية تضمن حق العاملة.
ونظمت الحكومة اليابانية مؤتمرا دوليا حضره مسئولون رفيعو المستوى من مختلف أنحاء العالم، مثل كريستين لاجارد، مدير الصندوق الدولى، وشيرى بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطانى السابق، وممثلون من أفريقيا وآسيا، أعلن من خلال رئيس الوزراء اليابانى خطته الطموحة لزيادة عدد النساء بنسبة 30% بحلول عام، 2020 فى المناصب القيادية.
وقال رئيس الوزراء، شينزو أبى، فى افتتاح المؤتمر فى طوكيو، إن خلق مجتمع المرأة تلمع فيه، كان أحد أهم ألوياتى منذ أن توليت منصبى فى ديسمبر 2012، مشيرا إلى أنه أعاد تشكيل الحكومة فى 3 سبتمبر، وأكثر ما لفت الانتباه كان تعيين خمسة وزيرات فى الحكومة وامرأة كذلك كرئيس مجلس البحث السياسى فى الحزب الديمقراطى الليبرالى، معتبرا أن هذا أكبر رقم لعدد الوزيرات فى تاريخ اليابان.
وشرح كيف كان دائما الوفد اليابانى مشكل من الرجال فى اجتماعات القمم ويلتقون نصف عددهم من النساء اللذين يمثلون نظرائهم، "وبعدها صممت أن ترفع اليابان رأسها ومن خلال هذا التغيير فى عدد الوزيرات النساء وأصبحنا رقم 11 بعد أن كنا رقم 29 بين الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية"- على حد قوله.
ورغم أن هناك دولا تتقدم عن طوكيو، يضيف آبى، إلا أن مشهد السياسات سيتغير كذلك لأن جميع هؤلاء الوزيرات وأعضاء الأحزاب أهل كفاءة وامتياز ولديهم القدرة والدافع.
وأضاف رئيس الوزراء اليابانى أنه لا يمكن القول، إن اليابان تعد نموذجا فى تعيين النساء فى المناصب التنفيذية، فنسبة النساء بين أعضاء البرلمان لا تزال قليلة حيث لا تتجاوز الـ11%، "ولذها علينا التحرك الآن، واليابان وضعت هدفا لأن تحتل النساء 30% من المناصب القيادية بحلول عام 2020".
ومضى يقول، إن استطلاعا للرأى أجرى بين 500 شركة اختارتها مجلة "فرتشيون"، خلص إلى أن الشركات التى لديها ثلاث أو أربع مدراء سيدات، تحقق ربحا أكثر بـ80% من الشركات التى لا يوجد بها نساء فى الإدارة، كما يجذبون الاستثمارات البورصة.
ومضى يقول، إن الأفكار التى تطرحها النساء بدأت تستخدم فى تنمية المنتجات فى الشركات اليابانية أيضا، فعلى سبيل المثال طورت سيدة فكرة سيارة تفتح أبوابها لأكثر مدى حتى يستطيع من يحمل طفلا الدخول بسهولة، لتجعل بذلك هذه السيارة من أفضل المبيعات لخمسة أشهر متواصلة، مؤكدا أن النساء يجلبن إلى الإدارة مفاهيم وحدها المرأة تستطيع أن تقدمه.
وأوضح أبى أنه يحث الشركات على تعيين امرأة واحدة على الأقل فى الإدارة وفى المناصب التنفيذية، وبدأت تخرج بالفعل مديرات فى المؤسسات المالية والشركات التجارية وجميع المجالات، بعد أن كانت اليابان تعرف من قبل بهيمنة الرجال على سوق العمل.
وأوضح أن اليابان ستراجع فى الخريف النظام لتتيح الفرصة لمزيد من المزيد من النساء ولتوسيع الفرص على التعيين وسنوفر الدعم المالى للشركات التى تعيين النساء، وسنتبنى معايير تسهل العمل، مشيرا إلى أن 60% من اليابانيات يتركن عملهن يعد أول طفل، ولكن البعض يريد العودة بعد السنوات الأولى من الولادة، ولا يستطعن، مؤكدا على دعمه للنساء فى أى مسار يختارنه.
وأشار إلى أن العمل على تحفيز النمو الاقتصادى وتجشيع مشاركة النساء فى العمل، رفع نسبة السيدات العاملات بنسبة 520 ألف خلال العام الماضى وحده. وضعت اليابان هدفا لإنشاء 200 ألف دار رعاية للأطفال بحلول مارس 2015، وتم بالفعل الترتيب لاستقبال 190 ألف طفل، كما تتضمن الخطة توفير مكان لأكثر من 200 ألف طفل شهر إبريل المقبل خلال ثلاث سنوات .
وأكد أن هناك حركة واسعة فى المجتمع لتحسين الحال للنساء.
موضوعات متعلقة..
اليابان تستعين بالنساء لتعزيز اقتصادها.. مسئولة بالخارجية: هيلارى كلينتون وكريستين لاجارد وشيرى بلير يشاركن فى "أسبوع التألق" بطوكيو.. والمؤتمر يخرج بـ12 توصية تساهم فى عودة اليابانيات إلى سوق العمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة