فى آخر كتبه "يخرب بيت الحب"..أحمد رجب يرى أنه لا يوجد رجل أعزب بإرادته ولكن حواء فرت منه.. والخيانة ليست طبع النساء وآدم يحب البحث عن المرأة الشخلوعة..ويؤكد: بعض النساء يحسدن أنثى العناكب

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 05:03 م
فى آخر كتبه "يخرب بيت الحب"..أحمد رجب يرى أنه لا يوجد رجل أعزب بإرادته ولكن حواء فرت منه.. والخيانة ليست طبع النساء وآدم يحب البحث عن المرأة الشخلوعة..ويؤكد: بعض النساء يحسدن أنثى العناكب غلاف كتاب يخرب بيت الحب
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان آخر ما صدر للكاتب الساخر الكبير أحمد رجب، كتاب "يخرب البيت الحب" عن الدار المصرية اللبنانية، وفيه أعلن أن الحب جميل، وشرير خطر عندما يتنمر، الحب نعيم، وهو الجحيم إذا غضب؛ الحب أحلام نحيا فى رؤاها، والويل عندما تصبح أشباحًا تطاردك فى الصحو والمنام.

كانت هذه رؤيته المختصرة عن الحب، فكرة فيها من التناقضات ما يتناسب مع طبيعة المشاعر، وطبيعة البشر، المتقلبين فى عواطفهم، وفى أحاسيسهم.
والكتاب هو آخر ما صدر له، يدور فى إطار اجتماعى ساخر عن العلاقة بين المرأة والرجل، والمحرك الأساسى لكل ما يتعلق بهما الحب والزواج، والحب قبل الزواج، والحب بعد الزواج، والغيرة، وكيف أن الحب فى نظر الرجل هو مقدمة لأشياء أخرى، بينما يمثل للمرأة كيانًا اقتصاديًّا.
ويكشف "رجب" فى كتابه هذا عوالم الرجل والمرأة، والحب فى نظر كل منهما، وليس الحب فقط، بل الغيرة، والزواج، والعلاقات الزوجية، وكل ما يخص علاقة الرجل بالمرأة.
فيقول مثلا، إن الغيرة عند الرجل مبعثها الحب أو الرغبة فى الاستئثار بأنثاه، بينما الغيرة عند المرأة على النقيض من ذلك، إذ يغلب عليها الدافع الاقتصادى، فهى المرأة عديمة الثقة بالرجل وإن تظاهرت بغير ذلك، وهنا تشعر بالخطر أو التهديد الاقتصادى إذا نافستها امرأة أخرى فى حب رجلها.
وعن "وفساد الحب"، يقول، إن سوء التغذية من أمراض الحب بعد الزواج، وهو هنا لا يقصد بالتغذية الطعام والشراب، ولكنه يقصد التغذية العاطفية عن طريق الكلمة الحلوة، والحضن الدافئ، واللفتة الطيبة، مشيرًا إلى الحياة الزوجية لدى المصريين عمومًا تفتقر إلى التغذية العاطفية، والطرفان يتحملان تجويع الحب وموته.
وهو هنا يخبرنا أن أسباب أمراض الحب بعد الزواج ترجع إلى أن كلاً من الطرفين لا يُدرك المظاهر أو السمات الخارجية الخاصة بالنوبات النفسية عند الطرف الآخر، كاستعداه للحديث، أو رغبته فى الانفراد بنفسه، مشيرًا إلى أن عدم إدراك هذه السمات يجعل كلاً من الزوجين جهاز إرسال واستقبال سيئًا بالنسبة للآخر.
وإذا أضفنا لما سبق جفاف الحياة الزوجية من الكلمة الحلوة واللمسة الحانية، فإننا نجد الرجل فى النهاية يمارس حقوقه الزوجية وهو أقرب إلى شخص مغتصب منه إلى زوج محب، فلا تملك الزوجة إلا أن تردد فى سرها دعاءً واحدًا "روح ربنا يهد حيلك".
ولا يكتفى أحمد رجب، بالحديث عن الحب، فهو يقول أن الرجل والمرأة يدخلان معركة، تتمنى المرأة من أعماقها أن تنهزم فيها، فهى فى النهاية تريد رجلا قويًا تحتمى به، ويوجه رسالة إلى الرجل، فيقول له "أنت لا تستطيع أن تملك المرأة إلا بالحب، فالمرأة تمنح حبها لمن تشاء"، مؤكدًا على أن الرجولة الحقيقة فروسية وأخلاق.
وفى مقالة "الحرب"، يقول "أن الحب كالحرب..استراتيجية وتكتيك، ومناورات، وخطط هجوم ودفاع"؛ وفى الحب كما فى الحرب، موضحًا أن الرجل مغلوب إذا اختار فتاة مصابة بأحلام الزعامة النسائية ضد الرجل، وظلم الرجل وجبروته.
ويعود ثانية للرومانسية، فيقول إنه إذا كانت علاقة الرجل بشريكته طيبة فإن هناك ضمانًا لاستمرار الحب بينهما، مشيرًا إلى أن استمرار الحب يتطلب من الطرفين نموًا متقاربًا فى النضوج العاطفى، والعقلى، ويذكر أن الحب يتغير بالتدريج بعد الزواج، وبلا شكل محسوس.
وكعادة أحمد رجب، يقلبنا فى كتابه تارة من الحب للغيرة، وتارة أخرى من الرومانسية إلى الخيانة، فيقول إن المرأة إذا أحبت لا تخون، وحبها هو كلمة شرف بالإخلاص للرجل الذى تحبه، وهى تحترم هذه الكلمة بلا جهد أو افتعال، لأن الحب الحقيقى يرتفع بها فوق الحواس والنزوات، وأن الكلمات المأثورة عن خيانة المرأة غير منصفة.
ويقول أيضًا أن الرجل الذى يصرخ من خيانة المرأة، ليس لأن الخيانة طبع فيها، ولكن لأن الرجل يفضل المرأة المتخصصة فى الخيانة، فيجرى خلف الغانية، والمحظية، والشخلوعة.
ومن خيانة المرأة إلى دموعها، فيذكر المؤلف أحمد رجب، أن الرجل يجبر المرأة على البكاء، ليشعر بالتفوق، لأنه عنصرى من الجنس "الآرى الهتلرى"، غير المعصوم من الدموع أيضًا، لكن الفرق بينه وبين المرأة هو أنه يفضل أن يكون لعيونه محبس، لأسباب تتعلق بكبريائه.
وفى مقالة "هى وهو وعلم الحساب" يوضح الكتاب أن الحب عند الرجل تسلية، بينما عند المرأة بناء عش وتكوين أسرة، وأن الزواج هدف رئيسى وجوهرى لديها، وأنها إذا حققت ذاتها بالأمومة، تراجعت مكانة الزوج عندها، ومع الزمن ربما يصبح مواطنًا من الدرجة الثالثة داخل البيت؛ وهنا يقول المؤلف ساخرًا، إن بعض الإناث يحسدن إناث العناكب، فالعنكبة بعد التزاوج تغرس إبرتها السامة فى رأس العنكب جون أن تحار فى كيفية الخلاص من الجثة.
ويتطرق الكتاب إلى سبب متاعب المرأة مع الرجل..ويحملها السبب فى ذلك، إذ يذكر أنها هى المسئولة عن سوء اختيارها، موضحًا أن الرجل لا يختار المرأة، بل هى التى تختاره، ومن ثم فإن المال يؤثر على إرادتها بقبول عريس مليونير، غير أنها تميل إلى الرجل الدون جوان، إذ تسعى إليه مدفوعة برغبة الفوز به على الأخريات، وينتهى الأمر معه بالطواف فى محاكم الأحوال الشخصية.
"هل هى لغز؟" فى هذا المقال يؤكد "رجب" أنه لم يظهر كتاب واحد يعين المرأة على فهم الرجل، بينما ظهر الكثير من الكتب تعين الرجل على فهم المرأة، موضحًا أن هذا إن دل فيدل على بلادة فهم الرجل للمرأة، لدرجة أنه يحتاج إلى كتب خارجية ودروس تقوية، برغم أن فهم أن المرأة يتطلب كل ذلك.
ويشير الكتاب إلى أن المرأة إذا أحبت فهى أشد ما تكون وضوحًا أمام الرجل الذى تحبه، لكنها تتحول إلى لغز أمام رجلين، رجل فتر حبها له، ورجل فتر حبه لها، الأول يدهش من غرابة تصرفات م يعتدها، والثانى يحولها إلى إنسان غير متوازن.
ويتطرق الكتاب إلى المرأة فيقول، أنها ليست فى حاجة إلى كتب لتفهم الرجل، فكل امرأة تعرف جيدًا أنها أمام رجل أهبل وعبيط، وأنه منذ حادثة التفاحة الشهيرة خرج من الجنة ليسكن فى الأرض بدرب المهابيل.
ومقالة بعنوان "كيف يأتى المل" يضمها هذا الكتاب الشيق، يذكر أن الملل يتسرب إلى الحياة الزوجية دون أن يشعر الطرفان بذلك، إذ تفرغ بطاريات الرومانسية بالتدريج حتى يخرس الزوج، ويعكف عن كلام الحب، وكل كلام.
ويؤكد على أنه من أكبر عوامل تدعيم الملل وجود الزوج فى البيت، فالرجل روتينى بطبعه، لا يغير سلوكه النمطى، موضحًا أنه قد بُذلت محاولات من رواد الزواج لكسر الملل، ففاجأ أحدهم زوجته مثلاً بأشد القبلات حرارة فى الزواج، وهى قبلة على خدها، فأثارت دهشة بالغة عند الزوجة، وظلت تبحث عن المبررات وراء تلك القُبلة، حتى عرفت أنه تزوج عليها هربًا من الملل.
ويكشف "رجب" فى كتابه، أن الحب هو الأكذوبة الوحيدة الرائعة التى نصدقها، وأن الإنسان لا يستطيع التخلص من الحب إلا بالطريق الطبيعى، وهو الزواج من المحبوب، ويسخر الكاتب أحمد رجب من الأزواج فيقول "وعجبى على من يتنهد اليوم قائلاً:آه لو تصبح الحبيبة زوجة، لكى يتنهد غدًا: آه لو تصبح الزوجة حبيبة!.
ويشير الكتاب إلى استحالة تحول الحب إلى صداقة، موضحًا أن الحب أزمات الحب التى تبلغ حد الجراح أو نقطة اللا عودة لا يمكن أن تسمح بقيام صداقة صافية، أو غير صافية، وإذا كان هذا ممكنًا فلأن الإنسان يميل إلى الضحك على الأخرين، ويميل أكثر إلى الضحك على نفسه.
ويقول أن عددًا من الفواق بين المرأة التى تحب بكل مشاعرها، وبين المرأة التى تتظاهر بالحب، من وجهة نظره، فيشير إلى أن المرأة التى تحب تكون شديدة الوضوح، وأنها عندما تغار على حبيبها تفتعل أسبابًا أخرى للخناق غير الغيرة، بينما التى تتظاهر بالحب تفتعل الخناق بسبب الغيرة، وأن المرأة التى تحب تشعر معها أنك على طبيعتك، أما التى تتظاهر بالحب تعطيك الراحة على قدر فلوسك.
"والمرأة أقوى من الرجل" هو اسم إحدى المقالات التى يضمها الكتاب، ويثبت فيه أحمد رجب، على أن المرأة لها قدرة خاصة على مواجهة المصائب، والكوارث والرجال أيضًا، وأنه لاعتبارات عديدة بينها الحمل والولادة، جاء جهازها العصبى متين الصنع، بعكس الجهاز العصبى للرجل، مشيرًا إلى أن كل الدراسات تجمع على أن المرأة أكثر ثباتًا من الرجل أمام الخطر، خاصة إذا كان يتهدد الأسرة والأولاد، كما أنها تحتفظ بتوازنها أمام فقد العائل، بينما الرجل الأرمل يتصرف بتخبط واضح.
وكذلك يؤكد "رجب"، على أن المرأة أكثر صبرًا من الرجل، لأن الصبر من ضرورات الأمومة، وخارج نطاق الأمومة تستطيع أن تكون فى منتهى الصبر، وطولة البال واللطف مع رجل تقيل الظل.
وفى مقال "المرأة تختار بحكمة" يؤكد على أن الرجل يقع فى هوى المرأة بنظرة عين، ومفاتن الأنثى لها عنده الأولوية، وآخر ما يفكر فيه هو عقلها، مشيرًا إلى أنه إذا كانت مفاتن المرأة هى مركز الجاذبية عند الرجل، فإن المرأة أكثر حكمة عند الاختيار، لأن الرجل يحب بعينه والمرأة تحب بمصلحتها، مدفوعة فى ذلك بفطرتها كمسئولة عن تكوين العش والأسرة.
وفى مقالة "تحت سقف واحد" أن عقد الزواج يتطلب أن يكون الرجل عاقلاً رشيدًا متحرر الإرادة من أى إكراه، فلا يمكن أن يقال إنه "وقع فى الزواج"، لأنه فى حاجة دائمًا إلى دفء المرأة، ويحتاج إلى رفيقة على طريق الحياة تشاركه الفشل قبل النجاح، وإذا نجح فهى التى ترده إلى نفسه إن أصابه الغرور، فيسمع منها ما لا يستطيع أن يقوله الآخرون له، وأنه تتجلى صراحة الزوجة فى أروع صورها عدما تنطلق على طبيعتها تعدد نقائصه.
ومقالة "من خلف ظهره" أراد بها توضيح أن الرجل لا يريد تصديق أن من أمتع هوايات المرأة فى علقتها بالرجل، هى أن تُخرج له لسانها من خلف ظهره، وأن تعصى بعض أوامره مهما بلغت درجة غرامها به، موضحًا أن هذا يعد نوعًا من التنفيس ضد ديكتاتورية الرجل، وقيوده.
وفى مقالة "الأم وعقدها النفسية" يشير إلى أن الرجال قسمين الأول "زفت"، والثانى "طيبًا"، موضحًا أنه سواء كان هذا أو ذاك فهو فى النهاية تربية ست، إذ يولد فى حجر ست، ويشب فى حضن ست، ويأتمر بأمر ست، ثم تتنازع السلطات النسائية فى السيطرة عليه من الأم إلى الزوجة.
وأما مقالة "قدرة المرأة" يتمكن المؤلف أحمد رجب، من أن يسخر من الرجل الأعزب بطريقة فكاهية، فيقول أنه لا يوجد رجل أعزب بمزاجه، فمن النادر أن يفلت رجل من امرأة قررت اقتياده إلى بيت الزوجية، وهذا يدعونا إلى تصحيح خطأ شائع، فلا نقول إن الأعزب هو الرجل الذى فر من النساء، بل هو الرجل الذى فرت منه النساء بسبب آفة نفسية، أو سلوكية، أو فلوسية، إذ يوضح أن المرأة يتعذر عليها التكيف مع شواذ الطباع، وذوى العاهات النفسية، ولكنها ترحب بنوع واحد من العاهات العقلية عند الرجل، وهو العبيط، فالرجال أمام النساء مصابون بهذا الداء المستحب من النساء.


موضوعات متعلقة:

مثقفون ينعون أحمد رجب.. ويؤكدون: لم يظهر من يستطيع القيام بدوره.. مكرم محمد أحمد: رحيله خسارة فادحة..يوسف القعيد: رسم البسمة وسط الحال المتردى.. وإبراهيم أبو سنة: فقدت الصحافة كاتبا ذكيا


قلب أحمد رجب يتوقف بعد رحيل مصطفى حسين وانتهاء نصف كلمة


الاثنين .. عزاء الراحل أحمد رجب بـ"الحامدية الشاذلية" فى المهندسين


ننشر آخر "نص كلمة" للكاتب الراحل أحمد رجب قبل وفاته


وفاة الكاتب الكبير أحمد رجب عميد الكتاب الساخرين فى الصحافة المصرية










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة