رغم وجود ميشيل اوباما ثمانية أعوام فى البيت الأبيض، إلا أن نجمها الحقيقى لم يسطع إلا من خلال حملة هيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، فظهرت كقائدة تعرف كيف تتحدث بطلاقة وتؤثر على الناخبين، وكمواطنة تدافع عن حقوق الجميع لاسيما "السود"، الذين أصبحوا مثل "كعب أخيل" أو نقطة ضعف بالنسبة للمرشحين الرئاسيين نظرا لما تعرضوا له من عنصرية خلال فترة حكم الرئيس باراك أوباما.
أكثر منتقدى ترامب تأثيرا..
ميشيل أوباما، السيدة الأولى للولايات المتحدة أظهرت قدراتها الحقيقية عندما دعمت كلينتون فى العديد من المناسبات وألقت خطابات انتقدت فيها المرشح الجمهورى دونالد ترامب، المثير للجدل خاصة فيما يتعلق بموقفه من المرأة، وفضائحه الجنسية.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن البريد الإلكترونى لميشيل امتلأ بعد دقائق بمجرد انتهاء خطابها فى نيو هامبشاير أكتوبر الماضى، فالكثير من ضحايا الاعتداءات الجنسية وجدوا فيها ملجأ آمنا وسردوا لها ما تعرضوا له من مواقف صعبة، كما شكا لها العديد من الآباء مخاوفهم حيال التأثيرات غير الصحية التى يتعرض لها أبنائهم.
صوت الحملة الانتخابية لـ2016..
وأضافت الصحيفة التى أعلنت تأييدها للمرشحة الديمقراطية، أن ميشيل التى ابتعدت عن السياسية طيلة الأعوام الثمانية التى قضتها فى البيت الأبيض، أصبحت صوت الحملة الانتخابية هذا العام.
ورغم أن النقاد وصفوا ميشيل فى بداية الأمر بأنها سيدة سوداء "غاضبة" لا تصلح لأن تلعب دور السيدة الأولى، إلا أنها تمكنت من تحقيق شعبية واسعة للغاية ليست فقط بين أروقة الحزب الديمقراطى وإنما على مستوى الأمريكيين بوجه عام بعد ظهورها كأساس لحملة كلينتون.
وقالت جينفر بالميرى، مدير الاتصالات بحملة كلينتون إن ميشيل "انتهى بها الحال لتكون أكثر الأدوية فاعلية وأكثرها طمأنة ضد ترامب"، معتبرة أنها كانت الأفضل فى مواجهته.
محامية تقول ما يدور فى عقلها..
وأوضحت الصحيفة أن ميشيل البالغة من العمر 52 عاما، تعرف بأنها دائما تقول ما يدور فى ذهنها، فهى محامية حصلت على شهادتها فى الحقوق من جامعتى برينستون وهارفارد، وتخلت عن وظيفتها كمديرة تنفيذية لإحدى المستشفيات براتب 250ألف دولار عندما فاز أوباما بالرئاسة.
وأضافت أن ميشيل لم تخرج عن الإطار التقليدى لوظيفتها كسيدة أولى، فقد كانت تعلم كأول سيدة أولى سوداء أنه لا يوجد أمامها هامش للخطأ.
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن مؤسسة جالوب لاستطلاعات الرأى، فى أكتوبر الماضى، أن معدل قبول السيدة الأولى أصبح 65% بعد مشاركتها فى الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون.
وكثرت الدعوات لها من قبل محبوها بأن ترشح نفسها لرئاسة الولايات المتحدة، إلا أن أوباما أكد أن "ميشيل لن ترشح نفسها للرئاسة، وعلى الرغم من أنها موهوبة وذكية، وأنا فخور بها، لكن ميشيل لا تملك الصبر أو الرغبة كى ترشح نفسها".
لن أرشح نفسى..
وكانت ميشيل نفسها رفضت احتمال ترشيح نفسها، وقالت إن ابنتيها اكتفتا بأن يكون أحد والديهما رئيساً، لكنها قالت إنها يمكن أن تكون فاعلة فى التغيير من خارج النظام السياسى. وقالت خلال حديثها فى أحد المهرجانات فى شهر مارس الماضى "لن أرشح نفسى، ولن يحدث هذا مطلقاً"، وأضافت "هناك الكثير من الأشياء التى يمكن أن أقوم بها خارج البيت الأبيض، بعيداً عن الأضواء والكاميرات، والأحزاب".