سامح الخوانكى يكتب: "بسواعد أبنائها تنتعش السياحة"

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 08:00 م
سامح الخوانكى يكتب: "بسواعد أبنائها تنتعش السياحة" السياحة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى القارئ دعنا نتأمل سوياً عن الوضع السياحى لبلدنا الحبيبة مصر وأن ننظر نظرة تفاؤل وأمل لإيجاد وضع سياحى أفضل نتطلع إليه جميعاً.
 
لقد تعرضت السياحة المصرية إلى ضربات مُوجعة فى الآونة الأخيرة تهدف إلى إضعاف الاقتصاد المصرى بصورة أو بأخرى لفقده أحد أهم القنوات الرئيسية التى تمده بالعملة الصعبة، فسواء كان هذا الأمر بسبق إصرار وترصد بِنَا بقصد منفذ وفق رؤية وخطة معدة سلفاً ممن يتربصون بوطننا أو هُوَ قضاء الله تعالى وقدره فيجب أن يكون ذلك بمثابة تحدٍ لنا وأن يدعونا أن نُوجِد طُرق حديثة غير تقليدية فى التعامل مع ملف السياحة المصرى ودعنا نستدعى مقولة "فَرُبَ ضارةٍ نافعة" وحسناً فعلت الحكومة ممثلة فى وزارة السياحة بإطلاقها بوابة مصر السياحية بـ١٤ لغة مختلفة لمخاطبة أكبر عدد ممكن على مستوى العالم، فمن الأهمية بمكان أن تكون لدينا الإرادة والرغبة بالاهتمام بهذا الملف الذى يعد جد خطير فى سبيله لتطوير آليات التسويق السياحى ووضع بلدنا بين مصاف الدول السياحية الكبرى فهى لديها من المقومات ما تؤهلها لشغل هذا الموقع المستحق.
 
تجدر الإشارة إلى أهمية تنويع وجهتنا السياحية ولا نجعل من أنفسنا رهينة إلى دولة أو دولتين نستقطب سياحها بل لابد من أن ننظر نظرة أعم وأشمل إلى مختلف دول العالم من أجل تحسين أحد المصادر ولا نبالغ القول إذا قولنا بأنه أهمها على الإطلاق فى توفير العملة الصعبة وتحسين وضعية اقتصادنا القومى عِوضاً عن المسكنات التى لا تثمن ولا تغنى من جوع الأمر الذى يحتم علينا أن نفكر خارج الصندوق لإيجاد وضع سياحى أفضل وكما قال الشاعر:
 
"تجرى الرياح كما تجرى سفينتها.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن 
إن الذى يرتجى شيئاً بهمته.. يلقاه لو حاربته الإنس والجن فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها..تجرى الرياح كما رادت لها السفن "..
 
فحق الشعب المصرى فى تقرير مصيره السياحى أمر أصبح واجب النفاذ " إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر " فبعد أن أصبحنا جميعاً فى مركب واحد بعد عواصف ما سُمى بثورات الربيع العربى التى أطاحت بالأخضر واليابس ولم تبقى من الدول العربية والإسلامية سوى مصر نعم مصر وفقط فيتعين علينا أن نتكاتف من أجل مواجهة الأزمات المختلفة.
 
من ناحية أخرى فإننا لا نستطيع أن نقلل من أهمية التزود والتسلّح بالقوة العسكرية فذلك بمثابة الدرع والسيف للزود عن أنفسنا ولخلق مناخ استثمارى آمن بمنأى عن أى تهديد قد يتعرض له مستقبلا إلى جانب ذلك لابد من الاهتمام بالوضع الاقتصادى فدولة الصين استطاعت أن تكون لها قوة صناعية هائلة مكنتها من تواجد مؤثر وفعّال على الصعيد الدولى.
 
"تحدث حتى أراك" يتعين علينا أن نقوم بالحديث عن أنفسنا حتى يرانا العالم وهذا يكون من خلال أدواتنا الممثلة فى الآتى على سبيل المثال وليس الحصر: 
(١) وزارة السياحة: إعداد خطة ورؤيا شاملة ومتطورة فى التعامل مع هذا الملف وتنسيقها مع الوزارات المختلفة لإيجاد أفضل السبل فى الارتقاء به والعمل على توافد أكبر عدد من السياح إلى مصر..
(٢) وزارة الخارجية المصرية: فعن طريق السفارات والقنصليات المختلفة فى معظم دول العالم نستطيع أن نستغل قوتنا الناعمة بالترويج بصورة مختلفة وغير تقليدية عن الأماكن السياحية المصرية وعقد المؤتمرات التشجيعية إلى هذا الأمر..
(٣) الآلة الإعلامية (الإعلام العام والخاص): فالإعلام له دور جوهرى فى تشكيل وعى الأمم وتوجيهه وحجز مساحات للإعلانات التشويقية عن أماكن الجذب السياحى فى مختلف ربوع الوطن والسياحة العلاجية كما أننا لا نستطيع أن نغفل دور وسائل التواصل الاجتماعى فى هذا الأمر للوصول إلى أكبر عدد ممكن وكذا إلى الفئات العمرية المختلفة من شتى أنحاء المعمورة..
(٤) وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج: من خلال تواصلها مع الجاليات المصرية فى مختلف دول العالم وإمدادهم بالكتيبات التعريفية عن الأماكن السياحية فى مصر وحثهم على تواصلهم مع أصدقائهم فى هذه الدول لزيارة مصر..
(٥) وزارة التعاون الدولى: العمل على إعداد المؤتمرات الدولية الخاصة بقطاع السياحة لعمل حِراك سياحى وتوافد دولى إلى مصر وتعريفهم بما نملك من ثروات مختلفة..
(٦) وزارة الطيران المدنى: الإعلان عن عروض طيران مميزة ومحفزة لزيارة السياح إلى مصر تكون جاذبة لهم..
(٧) هيئة الاستعلامات: إيجاد خطوط ساخنة للإجابة على الاستفسارات المختلفة ووضع خطة وآلية بالتعاون مع وزارة السياحة فى هذا الشأن..
(٨) الأماكن السياحية: لابد من إعادة هيكلة وتطوير الأماكن السياحية المختلفة لكى تكون متلائمة مع مستجدات العصر وليست تقليدية وأن تحكم الدولة سيطرتها على هذا الأماكن وأن تضع الخطط التأمينية والتنظيمية المختلفة لها.. 
فهذه الأشياء وغيرها قد تساهم فى حل هذا الملف الهام والشائك الذى يتطلب رؤيا خارج الصندوق وأن تكون هناك الإرادة الحقيقية والصادقة من أجل إنجاحه وأن نجعله مشروعاً قومياً نُوليه مزيداً من الاهتمام من أجل استنهاض قوتنا الاقتصادية وأن نستعيد هذا المصدر الهام ونطوره لتوفير العملة الصعبة وإصلاح الوضع الاقتصادى ووضع مصرنا فى المكانة التى تستحقها بين مصاف الدول السياحية الكبرى على مستوى العالم فنحن نمتلك جميع المقومات التى تؤهلنا إلى ذلك فإننا جميعاً مسئولين كلٍ فى مكانه عن توصيل صورة إيجابية عن وطننا الحبيب مصر وإنجاح هذا المشروع القومى، فالدولة المصرية تستطيع أن تقوم بصنع الفارق وأن تُشَكل بتاريخها وحاضرها ومستقبلها نموذجاً فريداً يحتذى به بسواعد أبنائها. 
 
حفظ الله الوطن وتحيا مصر.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة