سعيد الشحات

تكريم الرئيس لـ«محاربين لا يهدأون»

الأحد، 30 يوليو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم محارب لدينا لا يهدأ؟.. استوحيت هذا السؤال من وصف قيل عن الشاب محمد خالد الطنبداوى بأنه «المحارب الذى لا يهدأ».
 
الشاب محمد خالد كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية قبل أيام، وهو من مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ومن ذوى الاحتياجات الخاصة، لكنه خريج كلية الآداب قسم الفلسفة، ويواجه صعوبة فى الحركة بسبب خطأ طبى تعرض له منذ الصغر بسبب مرض الروماتويد، حسب الزميلة «الأهرام» فى عددها الصادر أمس السبت، فإنه ورغم قسوة إصابته فإنه لم يفقد القدرة على الإبداع، وتعلم ذاتيا من خلال دروس الإنترنت الاحترافية فن الجرافيكس والرسم الرقمى، وأصبح محترفا فى هذا المجال، كما حصل على العديد من شهادات الاعتماد الدولية، وقام بتجربة رائدة فى عالم الرسوم المتحركة وأصبح أول «مودلر» بمحافظة المنوفية.
 
خصوصية حالة الشاب محمد خالد تتمثل فى أنه ورغم إعاقته إلا أنه يقدم لنا نموذجا يجب أن يحتذى به الذين يتمتعون بالصحة الكاملة، فهو مبدع، فنان، رفض أن ينظر إليه بوصفه «معاق» يستحق العطف، واشتغل على تنمية مواهبه، غير أن هؤلاء تحديدا يظل حلمهم الدائم هو أن ينظر المجتمع إليهم نظرة طبيعية، فالمرض هو من عند الله، وبالتالى فإن تكريمهم على هذا النحو يعطيهم دفعة معنوية هائلة، ويشحن طاقتهم من جديد، ولأن التكريم يأتى من رأس الدولة فهذا يعنى أنه رسالة تقول: «هذا محارب لم يهدأ، والمحاربون الذين لا يهدأون علينا أن نحنى رؤوسنا لهم تقديرا وإجلال واحتراما».
 
فئة المحاربين الذين لا يهدأون هى فى رأيى تشمل كل هؤلاء الذين يعلمون بجد واجتهاد، ويقدمون كل ما لديهم من أجل أن نعبر إلى المستقبل بأمان، ومن هنا جاء تكريم الدكتورة رشا السيد الشرقاوى، مدير صندوق دعم الأدوية بالبحيرة، وهى حاصلة على الصيدلانية المثالية على مستوى الجمهورية لنجاحها فى إعداد منظومة غير مسبوقة فى القضاء على قائمة الانتظار لمرضى فيروس «سى» فى محافظة البحيرة فى وقت قياسى، وزاد عدد هؤلاء المرضى عن 75 ألف مريض، وتتحدث الدكتورة رشا عن مبادرة المسح الشامل فى محافظتها لمرضى السرطان وعلاجهم بالمجان، وتتحدث عن الصيدليات المجانية التى تتمنى أن تعمم فى جميع المحافظات.
 
لو نظر الشاب محمد خالد إلى حالته بنظرة يأس ما وصل إلى هذا الإبداع، ولو استسلمت الدكتورة رشا الشرقاوى إلى كل المعوقات البيروقراطية المعتادة فى عملها ما أنجزت عملها، وبالتأكيد فإنه يوجد بيننا نماذج نعرفها غيرهما، وممن أقول عنهم «فئة المحاربون الذين لا يهدأون»، فكل من يواجه الصعاب فى عمله لكنه لا يستسلم هو من هذه الفئة، وكل من يؤمن بأن تأدية العمل على أكمل وجه من أجل تقدم بلدنا هو من هذه الفئة، ومن كل يمارس عمله بحب وإيمان هو من هذه الفئة، وكل من يراعى ضميره فى خطواته لأجل مصلحة بلده هو من هذه الفئة، وكل جندى يحمل السلاح من أجل الدفاع عن بلده هو من هذه الفئة.
 
مصر تحتاج إلى أن تكون مزدحمة بفئة «المحاربين الذين لا يهدأون» من عينة الشاب محمد خالد، والدكتورة رشا السيد الشرقاوى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة