وسام سعيد يكتب: الإلحاد والإيمان.. بضدها تتميز الأشياء

الجمعة، 25 فبراير 2022 09:40 م
وسام سعيد يكتب: الإلحاد والإيمان.. بضدها تتميز الأشياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجود الله.. قضية بدرجة نجم، وطرح متجدد لا تنحسر عنه الأضواء، فهو طرح دائما يعتلي المسرح ويمنح كل أطراف نقاشه نجومية وبريقاً، لعله يأتي من اقترانه بذات الله العلية، وما تخلعه من قداسة وشرف على القضية برمتها، منكريها قبل مناصريها.

وقديما قالوا بضدها تتميز الأشياء، هذه الحكمة أو المثل ينطبق بقوة على الإلحاد والإيمان كطرفي نقيض في قضية وجود الله، ومنذ إعلان الإلحاد عن نفسه في القرن السابع عشر الميلادي بشكل صريح كمنهج، حتى أن المؤرخين أطلقوا عليه قرن الإلحاد، والصراع بين الطرفين يضيف لكفة وجود الله ثقلاً ملحوظاً، ويعطي لفكرة الإيمان بغيب غير مشهود بريقاً خاصاً.

ولو أدرك الملحد واللاديني الضالع في منهج الإنكار كم خدم ورسخ فكرة وجود الله كموجد للكون ومحرك له وواضع لكل سننه وقوانينه الدقيقة المنضبطة، لتوقف عن ذلك الصراع الفكري، واختار الصمت لا الترويج والتبشير بفكرة رفض وجود الإله.

حتى ذلك النجاح الساحق لتيار الإلحاد والذي  سجله القرن التاسع عشر الميلادي في منتصفه عبر نظرية التطور الداروينية، حين وضع إطارها النظري البيولوجي الفذ (تشارلز داورن)، واعتبرها كل ملحد الهدف الوحيد الذي سجله تيار الإلحاد في مرمى وشباك تيار الإيمان، حتى تللك الضربة لم تعد نجاحاً ساحقاً، ولا سبقاً في الرهان، ولا دليلاً دامغاً على عدم وجود إله للكون.

ويبدو أن القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الإيمان، بعد أن ذابت الحواجز الجليدية الجامدة بين نظرية التطور وأنصار المذهب الألوهي وبالأخص لدى الإسلام كدين لم ولن ينكر فكرة التطور بين الكائنات وعلى رأسهم الإنسان، كأسلوب الله في الخلق والذي ذكره سبحانه وتعالى في آيات القرآن جملة وتفصيلاً، بل إن هناك العديد من الآيات التي تصرح تقريباً بمبدأ التطور كسنة من سنن الخلق والتي وضعها الله عز وجل لبداية هذا الكون المعجز.

وبعد سقوط وتهافت جميع أدلة وقرائن الإلحاد العلمية، وظهوره كمنهج تشكيكي فقط، وتزامن ذلك مع عدة نظريات علمية مثبتة ومعترف بها من كافة الأوساط العلمية، مثل نظرية الانفجار العظيم Big bang theory ، وحجة الضبط الدقيق للكون Fine tuning of the universe ، ونظرية (الإنتروبي) أو القانون الثاني للديناميكا الحرارية، وموات الكون حرارياً بفعل الفوضى مع مرور الوقت، وفوق ذلك نظرية التطور الموجه، وتقبل معظم الأوساط العلمية الإسلامية لفكرة التطور والاعتراف بكون الإنسان جزء من شجرة الحياة المتطورة وينحدر من الرئيسات ثم الثديات ثم يتقلب في الكائنات حتى يتفرع من القردة العليا والغوريلات، ثم سلالات أشباه الإنسان، مروراً بالإنسان المنتصب وإنسان نياندرتال، ثم يتوِّج الله إبداعه بنفخة من روحه في الإنسان العاقل Homo sapiens، ويكون نبينا آدم عليه السلام هو أول اصطفاء خاص من جنس أشباه الإنسان خلقه الله فسواه فعدله.

لا جدوى.. تيارات الإلحاد تصارع طواحين الهواء في معركة محسومة لصالح وجود الله

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة