سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 22 مارس 1969.. السفير المصرى فى لندن يرفض طلب وزير الخارجية البريطانى السابق مصافحة دبلوماسى إسرائيلى أثناء حفل عشاء

الثلاثاء، 22 مارس 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 22 مارس 1969.. السفير المصرى فى لندن يرفض طلب وزير الخارجية البريطانى السابق مصافحة دبلوماسى إسرائيلى أثناء حفل عشاء جورج براون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفرط «جورج براون»، نائب رئيس حزب العمال الحاكم فى بريطانيا ووزير خارجيتها السابق، فى شراب الكحول، فتسبب فى أزمة مع السفير المصرى فى لندن «أحمد حسن الفقى»، أثارت ضجة فى الصحف الإنجليزية، وذكرتها جريدة الأهرام نقلا عنها فى صفحتها الأولى 22 مارس، مثل هذا اليوم، 1970.
 
كانت الجمعية البرلمانية لدول حلف الأطلنطى تقيم ندوة خاصة لمناقشة الموقف فى الشرق الأوسط، وكان «براون» بين المشاركين فيها، بالإضافة إلى شخصيات بريطانية رفيعة، وأثناء حفل العشاء الذى أقيم بعد الندوة فى فندق «سانت أرميه»، وحضره عدد كبير من السفراء الأجانب فى لندن، تقدم جورج براون فجأة للسفير المصرى، وهو يشير إلى الوزير الإسرائيلى المفوض بالسفارة الإسرائيلية بلندن «بنياهو أفوج»، وقال: «تعالى صافح صديقى».
 
تذكر «الأهرام» أن السفير المصرى رد بأدب وحزم قائلا: لست على استعداد أن أصافحه، فقال براون: ألا تصافح صديقا لى؟ رد السفير: أصافح كل أصدقائك، ولكن لا أستطيع أن أصافح أصدقاءك من إسرائيل، قال براون: إذا لم تصافحه الآن فإننى لن أجىء إلى مصر، رد السفير بحزم: هذا أمر يخصك وحدك، ونهض متوجها إلى باب قاعة الاحتفال يغادرها، وترك براون فى مكانه وبالقرب منه وزير إسرائيل المفوض، ولحق بعض حضور الحفل بالسفير يبدون له الأسف، وكان رأى الجميع أن جورج براون أفرط فى الشراب، وأن ذلك هو العذر الوحيد الذى يمكن التماسه له على هذا الموقف، وفى اليوم التالى، بعث براون رسالة اعتذار للسفير الفقى.
 
بعد أن ذكرت «الأهرام» القصة على هذا النحو، عادت وذكرتها بتفاصيل أخرى نقلا عن مراسلها فى لندن، الذى قال إنه يرويها كشاهد عيان، وأنه لم يكن يود عرضها لأن الدبلوماسيين العرب رغبوا فى الاحتفاظ ببراون كصديق، وطلبوا عدم كتابتها، غير أنه يكتبها بعد أن نشرتها الصحف الإنجليزية فى صفحاتها الأولى، وقال المراسل: إنه بعد أن وصل «براون» إلى الندوة، كان من الواضح أنه أفرط فى الشراب إذ كان يهتز، كما كان وقحا للغاية مع السفراء والوزراء المفوضين العرب الذين حضروا، وكان يتحدث إلى السيدات فى الاجتماع مستخدما ألفاظ مثيرة، مثل «حبيباتى، عزيزاتى»، بالرغم من أن حديثه بدأ متسقا فى بعض الأحيان، لا سيما عندما أعلن أن قرار مجلس الأمن الصادر فى نوفمبر يعنى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة، ولكنه سرعان ما خرج عن الموضوع بحديثه عن النقابات العمالية، وأخذ ينصح ممثلى الدول العربية أن ينشئوا النقابات العمالية فى بلادهم، ولم يجد الحاضرون أية صلة بين قضية فلسطين وهذا المطلب، كما كانوا فى دهشة من أنه لا يعرف أن النقابات العمالية موجودة فى العالم العربى منذ عشرات السنين.
 
يضيف مراسل الأهرام: أقيم حفل عشاء بعد ذلك حضره عدد كبير من السفراء، بينهم السفير المصرى أحمد حسن الفقى، وسفير الكويت وكثير من الشخصيات، وبدأ براون يستخدم ألفاظا نابية، عندما وجه السفير المصرى اللوم لإسرائيل على احتجاز السفن فى القناة، ولكن السفير المصرى تصرف كالسادة المهذبين، وعندما انتهت المهزلة، تقدم بروان وهو يقول «إلى اللقاء»، وهنا كاد يجر السفير المصرى جرا، حيث يقف الوزير الإسرائيلى، وطلب منه أن «يصافح صديقه الإسرائيلى»، ولكن السفير رفض بحزم، وعندئذ صاح براون:  «أترفض مصافحة صديق لى؟». 
 
قال السفير: أصافح أى واحد من أصدقائك ما لم يكن إسرائيليا، فأخذ براون يصخب ويصيح، ثم قال: إنه لن يزور القاهرة أبدا، وهنا قال السفير الذى كان يتصرف بهيبة وكرامة: «الأمر فى ذلك لك»، ثم غادر المكان، وفى صباح اليوم التالى، بعث براون إلى السفير رسالة اعتذار عن سلوكه، وقبل السفير اعتذاره، ولم يذكر براون شيئا عن زيارة القاهرة، التى أجلها مرتين، يذكر مراسل الأهرام، أن الصحف الإنجليزية أوضحت أن براون كان يتصرف تحت تأثير الشراب، وأن أحد خلصاء براون قال للمراسل، إنه كان بين نارين.. عقله الواعى، والضغط الصهيونى الشديد عليه داخل حزبه، وهذا الحادث جعل أى محاولة له للعودة إلى الاشتغال بالسياسة عملا فاشلا وعقيما.
 
قدمت الأهرام تحليلا إخباريا حول هذا الموضوع كتبه «حسن فؤاد»، تناول فيه شخصية براون، جاء فيه، أن هذا التصرف لم يكن غريبا منه، فهو معروف عنه طوال السنين الماضية أنه يأتى بتصرفات شاذة أثناء الحفلات العامة، خصوصا بعد أن يبدأ فى الشراب، وقالت عنه صحيفة «الديلى مير» البريطانية العمالية منذ سنتين، عندما كان لا يزال وزيرا للخارجية: «إن مشكلة وزير خارجيتنا ليست فى أنه يشرب كثيرا، وإنما يجب ألا يشرب على الإطلاق، فيكفيه أن يشرب كوبا من الصودا لكى يصبح سلوكه غير محتمل».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة