ثمانية وثلاثون عاما هى عمر شهاب الدين السهروردى المعروف بـ«الصوفى المقتول»، قبل أن يطلب منه «الظاهر الأيوبى» حاكم حلب أن يختار الطريقة التى يريدها للموت فاختار «أن يُحبس دون طعام وشراب حتى يهلك».
ويعتبر السهروردى واحدا من أشهر المتصوفة فى التاريخ الإسلامى ومن قصائده الشهيرة:
أبدا تحنّ اليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والرّاح
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
وارحمتاه للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضاح
بالسر إن باحوا تُباح دماؤهم وكذا دماء البائحين تباح
فإذا همو كتموا تحدث عنهم عند الوشاة المدمع السفاح
وكذا شواهد للسقام عليهم فيها لمشكل أمرهم ايضاح
خفض الجناح لكم وليس عليكم للصب في خفض الجَناح جُناح
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة والى رضاكم طرفه طماح
عودوا بنور الوصل من غسق الجفاء فالهجر ليل والوصال صباح
صافاهم فصفوا له فقلوبهم في نوره المشكاة والمصباح
فتمتعوا فالوقت طاب بقربكم راق الشراب وراقت الأقداح
يا صاح ليس على المحب ملامة إن لاح في افق الوصال ملاح
لا ذنب للعشاق ان غلب الهوى كتمانهم فنما الغرام وباحوا
سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها لما رأوا أن السماح رباح
ودعاهم داعي الحقائق دعوة فغدوا بها مستأنسين وراحوا
ركبوا على سفن الرجاء فدموعهم بحر وشدة خوفهم ملاح
والله ما طلبوا الوقوف ببابه حتى دعوا وأتاهم المفتاح
لايطربون لغير ذكر حبيبهم أبدا فكل زمانهم أفراح
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح
قم يا نديم الى المدام فهاتها في كاسها قد دارت الاقداح
من كرم إكرام بدنّ ديانة لا خمرة قداسها الفلاح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة