تمر اليوم الذكرى الـ761 على وقوع معركة عين جالوت، إحدى أبرز المعارك الفاصلة فى التاريخ الإسلامى، إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا، ووقعت المعركة بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامى، حيث سقطت الدولة الخورازمية بيد المغول.
وجاء ذكر المعركة التاريخية فى العديد من كتب التراث، وتحدث عنها الكثير من مؤرخى عصرها، لكن كان لها حضور فى الروايات الأدبية، ومنها رواية "واإسلاماه" للأديب الراحل على أحمد باكثير.
ورواية "وا إسلاماه" هى رواية تاريخية عربية صدرت عام 1945 وتتألف من 312 صفحة، لتصور واحدة من أهم بطولات المسلمين والمصريين المجيدة، بعدما هزموا التتار، وتم تحويل الرواية إلى فيلم تاريخى وإنتاج مشترك بين مصر وإيطاليا، عام 1962، من بطولة النجوم الكبار أحمد مظهر، ورشدى أباظة، ولبنى عبد العزيز.
بدأ الرواية بالحديث عن جلال الدين بن خوارزم شاه الذى يعد العدة لمحاربة التتار بمساعدة زوج أخته الأمير ممدود، وإبان التجهيز للمعركة يطلب جلال الدين من أحد المنجمين رأيه فى نتيجة المعركة، فتنبأ المنجم نصر جلال الدين أولا ثم هزيمته، ولما كانت زوجة جلال الهدين وأخته حاملة، قلق جلال الدين خشية أن تلد زوجته بنتا وأخته ولدا، وبعد حين تبدأ لمعركة وينتصر جلال على التتار حيث هو يعود ظافرا، والرواية كلها محتوية على هذه المعركة الدامية، إذ نرى محورها من أشد فترات التاريخ العربى والإسلامى، حيث تعرض العالم الإسلامى لخطرين محدقين، مثل "الخطر الأول" فى وجود الصليبى فى بلاد المسلمين و خاصة فى بلاد الشام، وأما "الخطر الثانى" وهو الأهم فى غزو التتار لبلاد المسلمين واحتلالهم لها، وتمكهن من القضاء على الخلافة العباسية فى بغداد.
على الرغم من ذلك ركزت الرواية على كيفية النهوض والتصدى لهذين الخطرين بالإعداد والتجهيز للجهاد بقيادة الملك قطز سلطان مصر الذى رد كيد التتار وحقق النصر للمسلمين فى معركة عين جالوت، فكانت هذه الرواية بمثابة رسالة للشعب المصرى حيث توضح فساد الحاكم فى ظل وجود الاحتلال الانجليزي، واستمرار التناحر السياسى بين الأحزاب المختلفة وبعبارة أخرى هى دعوة للتخلص من الملك الفاسد.
ويبدو من الأبعاد الدرامية الذى اضفاها "باكثير" هى "جلنار" زوجة الملك المظفر سيف الدين قطز، أو "جهاد" وصاحبة العبارة الشهيرة (واإسلاماه) والتى كانت آخر كلمة نطقت بها قبل أن تموت (تصاب) على يد التتار فى عين جالوت، وفى روايته ذكر "باكثير" إنهما "قطز" و"جلنار" حين وصلا إلى دمشق بعد سقوط حكم أبو جهاد جلال الدين خوارزم شاه، بيعت "جلنار" دون قطز لرجل مصرى فاشترى رجل يدعى ابن الزعيم قطز ومن ثم انتقل إلى مصر وصار تحت رعاية الأمير عز الدين أيبك ووجدها هناك وتزوجها، وقد كانت مقاتلة شجاعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة