تستهدف الحكومة أن يصبح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مصدرا جديدا للنقد الأجنبى للبلاد، من خلال زيادة الصادرات الرقمية إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026، وذلك بهدف معالجة تحدى نقص النقد الأجنبى وتوفير فرص عمل للشباب، وجذب الشركات الأجنبية لإنشاء مشروعات لها فى مصر.
صادرات التعهيد
تحاول وزارة الاتصالات استغلال المقومات التنافسية لمصر فى مجال صناعة التعهيد، وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، أبرزها توافر كوادر شبابية مدربة على أعلى مستوى فى كل أنحاء الجمهورية، لذا تعمل على مجموعة ضخمة من البرامج التدريبية، التى تستهدف بناء مصفوفة من المهارات فى مختلف التخصصات التكنولوجية، ويتم العمل على التوسع فى هذه البرامج لخلق فرص عمل متميزة للشباب، وتلبية متطلبات الشركات العاملة فى صناعة التعهيد بمصر، وكذلك للتوسع فى حجم صادرات الخدمات الرقمية.
ارتفعت أعداد وموازنة التدريب خلال 5 سنوات لتزداد من 4 آلاف متدرب سنويا بميزانية 50 مليون جنيه إلى 400 ألف متدرب بميزانية 1.7 مليار جنيه خلال العام المالى الحالى.
أثمرت جهود وزارة الاتصالات فى جذب كبرى الشركات العالمية لافتتاح مقرات لها أو التوسع فى استثماراتها القائمة، وذلك لضخ استثمارات ضخمة لزيادة الاستثمارات الأجنبية، ومن ثم توفير النقد الأجنبى، وتوفير آلاف فرص العمل للشباب، وكذلك زيادة الصادرات الرقمية لمصر، من خلال صناعة الخدمات العابرة للحدود فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، وخدمات تصميم الإلكترونيات، والبرمجيات المدمجة، والخدمات القائمة على تكنولوجيا المعلومات، مثل نظم الأعمال، والأعمال التجارية، وخدمات مراكز الاتصال الدولية، والخدمات المشتركة.
العمل الحر
تشجع وزارة الاتصالات الشباب للاتجاه نحو العمل الحر، عن طريق بناء قدرات ومهارات الشباب فى مجالات متعددة تساعدهم فى الحصول على فرص عمل من خلال المنصات الرقمية، وذلك فى ظل تنامى مفهوم العمل الحر بسرعة مطردة فى مصر، لما يتيحه من مرونة تجذب الكثير من الشباب الذى يرغب فى زيادة دخله واستثمار وقته لإنتاج قيمة مضافة، والتنافس فى سوق العمل العالمى لتقديم خبرته.
وفى سبيل ذلك، أطلقت الوزارة مبادرات عدة أبرزها طور وغير، والتعاون مع مراكز الاستدامة الرقمية لإعداد كوادر من سفراء المعرفة المتخصصة، ونشر الوعى المجتمعى بين الشباب والنشء حول مهارات المواطن الرقمية، لتمكينه من استخدام أدوات التكنولوجيا بطريقة آمنة وفعالة ومسؤولة، وذلك ضمن مبادرة المواطنة الرقمية.
كما أطلقت مبادرة «تمكين الشباب للعمل المهنى الحر» التدريب عبر الإنترنت على مدار شهرين، حيث يشمل التدريب المهارات الحياتية العامة، مثل مهارات التواصل والقيادة، وتوفير التوجيه لانتقاء مجالات التدريب المتخصصة، والتدريب المهنى المتخصص من خلال توفير مسارين، الأول يشمل الجانب التقنى مثل شبكات الحاسب والبرمجة ونظم التشغيل والأمن السيبرانى، والمسار الثانى معنى بتدريب فنى فى مجالات التسويق الإلكترونى، وتصميم الجرافيك، وتطوير تطبيقات المحمول والمواقع الإلكترونية والأعمال الإدارية، ويختتم التدريب بالتعرف على كيفية الحصول على فرصة عمل متميزة من خلال منصات العمل الحر.
الشركات الناشئة
تسعى وزارة الاتصالات لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، وفقا لثلاثة محاور أساسية تتضمن التدريب والتنمية البشرية، وإنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية لاحتضان الشركات الناشئة، وتسهيل الإجراءات الخاصة بإنشائها، وذلك لزيادة الاستثمارات الأجنبية التى تجذبها هذه الشريحة من الشركات، والتى تجاوزت أكثر من نصف مليار دولار فى 2022 رغم التراجع العالمى فى حجم الاستثمارات فى الشركات الناشئة على مستوى العالم.
تستهدف الوزارة تدريب أصحاب الشركات الناشئة، وكذلك تدريب مختلف قطاعات الشباب لتوفير كفاءات تساعد رواد الأعمال فى تطوير حلول تدعم الشركات الناشئة، وتم البدء فى تعاون منذ أكثر من 3 سنوات مع إحدى الجامعات المرموقة فى الولايات المتحدة، وتوطين البرنامج بمصر لتدريب أصحاب الشركات الناشئة على إجراء دراسات اقتصادية، وكيفية وضع خطط تسويقية فعالة، بالإضافة إلى تدريب تقنى لدعم الحلول التى توفرها شركاتهم.
بدأت وزارة الاتصالات فى إنشاء مركز إبداع مصر الرقمية «كريتيفا» لاحتضان واستضافة أنشطة تدريب الشركات الناشئة، وعقد محافل للتشبيك مع صناديق الاستثمار ومستثمرى المخاطر فى الشركات الناشئة، كذلك تتم استضافة الشباب بالمحافظات من مختلف الخلفيات العلمية لتدريبهم فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونجحت منذ عام 2019 فى تنفيذ خطة للتوسع فى مراكز الإبداع لزيادة أعدادها البالغ حينذاك 3 مراكز بهدف الوصول إلى مركز إبداع بكل محافظة.
كما تعمل وزارة الاتصالات على تسهيل إجراءات إنشاء الشركات الناشئة، فقد صدر قرار منذ عام بتخفيض رأس المال المدفوع لشركات الشخص الواحد من 50 ألف جنيه إلى 1000 جنيه، كما تم السماح بإنشاء الشركات عن بعد من خلال منصة هيئة الاستثمار باستخدام التوقيع الإلكترونى، كذلك يتم العمل على تبسيط إجراءات إنشاء الشركات الافتراضية بدون مقر، ويمكن لرواد الأعمال التعاقد مع إيتيدا، بحيث يكون مركز إبداع مصر الرقمية مقرا للشركة الافتراضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة