القس بطرس عزيز

وبالناس المسرّة

الخميس، 04 يناير 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيد ميلاد السيد المسيح له أهمية كبيرة جدا، فهو الذى قسم العالم إلى زمنين: ما قبل الميلاد وما بعده، لأنه يُعتبر بداية الخلاص للبشر من الخطيّة، وبداية عهد جديد للبشرية، وتغيير كثير من المفاهيم والعادات والتقاليد، وإرساء قواعد المحبة والتسامح والعلاقات الإنسانية السامية.
 
وتغنّت الملائكة والبشر من بعدهم بأنشودة الميلاد {المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة} لو 2: 14
فحينما أراد السيد المسيح أن يُولد اختار أسرة بسيطة جدا، وغير معروفة، مريم، الشابة العذراء البسيطة، ومعها يوسف النجار، وأن يُولد فى مكان لم يُولد فيه إنسان قبل ذلك أو بعده، أى المذود «مكان مخصص لحيوانات المنزل» حيث لم يجدوا مكانا يُولَد فيه. 
وحينما جاء المجوس «علماء فلك من المشرق»، ظنّوه مولودًا فى قصر الملك، وحينما اختار شهودًا للميلاد اختار الرعاة البسطاء والساهرين «الرعى وقتها كان أبسط المهن»؛ فظهر لهم الملاك وبشّرهم بميلاد السيد المسيح؛ فنظروه وشهدوه، أراد السيد المسيح أن يشاركنا؛ إن كنا بسطاء أو فقراء أو مُهمشّين، ويحيا حياة كلها إخلاء وتواضع.
 
وبعدها يهرب من وجه الشر، ولا يقاومه، يهرب من هيرودس الملك، ويأتى إلى مصر ليُعلمنا أن نهرب من الشر، ومن العنف والخطية، وكى يبارك أرض مصر أيضا؛ فما أحوجنا فى هذه الأيام لأن نستعيد فعاليات ميلاد السيد المسيح، ونعرف أن قيمتنا ليست فى إمكاناتنا ومكانتنا وغنانا؛ بل قيمتنا فى شخصيتنا وإنسانيتنا، وأن نحيا بالمحبة والسلام مع الجميع، ولا نُقاوم الشر بالشر، وأن نتعلم التسامح والغفران.
لو تم تطبيق بعض من تعاليم السيد المسيح؛ لاختلفت الأرض تماما عمّا هى عليه الآن، ولا نسمع عن حروب ولا أطماع أو جرائم، وفى هذا العيد المبارك، نسأل الله أن يُعيد للإنسان إنسانيته وقيمته، ويحافظ على بلادنا مصر وكل مسؤول فيها، وينهى الحروب الدائرة فى العالم، وينشر السلام والمحبة والرحمة والتسامح.. آمين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة