حالة من الجدل والمفاجأة أثارها الرئيس الأمريكى جو بايدن بعرض إجراء مناظرة مع منافسه المفترض فى سباق الانتخابات الرئاسية 2024، وموافقة ترامب على هذا العرض، لتعقد مناظرتين فى يونيو وسبتمبر المقبلين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذا الرهان من قبل بايدن إنما يهدف لتحسين فرصه فى السباق.
وأوضحت الصحيفة قائلة إن عشرات الملايين من الدولارات من الإعلانات لم تغير العجز الانتخابى للرئيس جو بايدن، كما أن المحاكمة الجنائية للرئيس السابق دونالد ترامب لم تغير مسار السباق الانتخابى، ولم تؤدى المزايا المالية وإنجازات البنية التحتية لبايدن أى مكاسب سياسية بعد.
لذلك، فى يوم الأربعاء، أحد الأيام التى لم يكن ترامب فيها فى قاعة المحكمة، أحدثت حملة بايدن هزة فى السباق، بأن عرضت ولأول مرة إجراء أول مناظرة رئاسية. وكان الهدف من هذه الخطوة جذب انتباه الأمريكيين عاجلا وليس آجلا لتداعيات اختيارهم فى 2024. وطالما اعتقد مستشارو بايدن أن إعادة السباق بين ترامب وبايدن سيكون بمثابة حلا لمعدلات شعبية الرئيس المتدهورة.
وافق فريق ترامب بسرعة، وشرع ترامب فى تقديم خدمة لبايدن بخفض التوقعات بشأن أدائه، حيث كتب على السوشيال ميديا يقول إن منافسه كان أسوأ من ناظره على الإطلاق. وكات هذا بمثابة عرض مسبق للإهانات القادمة، حيث اتهم ترامب بايدن بأنه غير قادر على تكوين جملتين معا، ووصفه بالأحمق ثلاث مرات.
وتقول نيويورك تايمز، إن مناورة المناظرة المبكرة من قبل بايدن كانت بمثابة اعتراف علنى أنه متاخر فى السباق الرئاسى، ورهان على أن الإسراع فى إجراء المناظرة سيجبر الناخبين على العودة إلى السياسة ومواجهة احتمال عودة ترامب إلى السلطة.
لكن الصحيفة رأت أيضا أن اقتراح إجراء أكثر مناظرة مبكرة فى سباق الانتخابات العامة فى تاريخ التلفزيون هو أيضا وسيلة لتخفيف مخاطر وضع بايدن، البالغ من العمر 81 عاما على الهواء لـ 90 دقيقة. فبالموافقة على إجراء مناظرتين بدلا من ثلاث، وهو العديد التقليدى للمناظرات الرئاسية، فإن حملة بايدن تقلل من تعرضه للهجوم. كما أن تحديد موعد المناظرتين قبل فترة من الانتخابات، واحدة فى يونيو والأخرى فى سبتمبر، سيمنح كلا المرشحين فرصة للتعافى من أى تعثر.
أما ترامب، فكما تقول الصحيفة، يتشوق لرؤية بايدن على المنصة، ويقول سرا وعلانية إن الأخير قد تراجع منذ 2020. لكن هناك مخاطر لترامب لأن أداء بايدن كان جيدا فى اللحظات الرئيسية عندما كانت التوقعات بشأنه قليلة، بما فى ذلك ما حدث فى عام 2020، وأيضا فى خطابه الأخير عن حالة الاتحاد.
من ناحية أخرى، قالت شبكة فوكس نيوز إن العرض الذى قدمه فريق بايدن جاء مصحوبا بعدة شروط. ومع إعلان بايدن جاء خطاب من حملته إلى لجنة المناظرات الرئاسية، وكشف الخطاب عن بعض القيود الهامة التى وضعها فريق بايدن على أى مناظرة تجرى بين الرئيس وترامب.
ومن هذه القيود التى طالبت بها حملة بايدن ما يتعلق بالجمهور. فقد انتقدت الحملة لجنة المناظرات لأنها جعلتها بوجود عدد كبير من الجمهور. وأشارت إلى أن المناظرات الجديدة بين ترامب وبايدن فى استوديو تلفزيونى بوجود المرشحين ومدير المناظرة فقط.
وقالت حملة بايدن إنه يجب إجراء المناظرات نيابة عن الناخبين الأمريكيين، الذين يشاهدون على التلفاز من منازلهم، وليس كترفيه لجمهور شخصى بوجود أنصار ومانحين صاخبيب أو مزعجين يستهلكون وقت المناظرة الثمين بمشاهد صاخبة من الاستحسان أو الاستهزاء. واستشهد الخطاب بالمناظرات الاصلية فى عام 1960 التى كانت فى ستوديو تلفزيونى ضم المرشحين ومديرى المناظرة فقط.
الطلب الثانى تعلق بعدم وجود أى مرشح لحزب ثالث أو السيناتور روبرت كينيدى، المرشح المستقل. وقالت الحملة إن المناظرات يجب أن تكون "واحد مقابل واحد" للسماح للناخبين بمقارنة بين كلا المرشحين اللذين لديهما أى فرصة إحصائية فى تحقيق فوز بالمجمع الانتخابى، وعدم إهدار وقت المناظرة على مرشحين ليس لديهم فرصة لتولى الرئاسة.
الطلب الثالث تعلق بإغلاق الميكروفون الخاص بكل مرشح عندما يتحدث الآخر. وقالت الحملة إنه ينبغى أن يكون هناك حدود زمنية ثابتة للإجابات، وتقسيم الوقت بالتساوى وتبادل وجهات النظر، وليس مشهد المقاطعة المتبادلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة