خلال كلمته في جلسة الوفود بالمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء..

مستشار رئيس جمهورية الشيشان: وجود الأمم وبقاؤها مرتبط بالمحافظة على الأخلاق

الإثنين، 29 يوليو 2024 03:34 م
مستشار رئيس جمهورية الشيشان: وجود الأمم وبقاؤها مرتبط بالمحافظة على الأخلاق فعاليات المؤتمر العالمى لدار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الشيخ صالح حجى مجييف، مستشار رئيس جمهورية الشيشان للشؤون الدينية، خلال كلمته بـ المؤتمر العالمى التاسع للأمانة لعامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، أن اجتماعنا اليوم لمناقشة موضوع الأخلاق وطرق المحافظة عليها فى عصرنا الراهن، هو اجتماع فى غاية الأهمية، ذلك لأن وجود الأمم وبقاءها مرتبط بالمحافظة على الأخلاق، وإننا معاشر المسلمين نفتخر بالنظام الأخلاقى فى ديننا الإسلامى الحنيف، ابتداء من مصدره وأساسه، فهو ربانى المصدر، وقد بينه المولى الجليل تبارك وتعالى فى كتابه العزيز، وهذا النظام الأخلاقى الذى جسده حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فى حياته بأقواله وأفعاله، فكان قبل البعثة الصادق الأمين، ونال أعلى وسام، وأرفع رتبة من الله تعالى عندما امتدحه المولى فقال تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

 

وأضاف خلال كلمته بجلسة الوفود، أن النظام الأخلاقى فى الإسلام له أسس قوية ومتينة، ومناسبة وصالحة لكل زمان ومكان، وكل مجتمع يتبنى هذا النظام سيعيش أبناؤه بأمن وأمان، متحابين متآلفين، إنه نظام شامل يدخل فى كل مجالات الحياة، الظاهرة والباطنة، فى علاقة العبد مع ربه ومع نفسه ومع الناس، الأخلاق الإسلامية واحدة لا تتجزأ، فالمسلم يتحلى بالأخلاق فى جميع حالاته، فى السراء والضراء، فى الشدة والرخاء، ومع جميع الناس على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم، والأخلاق الإسلامية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، لأن منهجها ثابت، فالفضيلة فى الإسلام ثابتة، والرذيلة كذلك، والأخلاق الإسلامية مرتبطة بالعقيدة والإيمان، فهذا حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه يقول: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، والأخلاق الإسلامية مرتبطة بالعبادات، فعلى سبيل المثال، فى الصلاة، قال الله تعالى: ﴿وأقم الصلاة أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون﴾ وفى الزكاة، قال تعالى: ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾.


كما أوضح أن البناء الأخلاقى فى العالم اليوم مهدد بالانهيار أن لم نقل بالزوال، بسبب ما نشاهده من أعمال القتل والتدمير التى يقوم بها الإنسان بحق أخيه الإنسان، وخاصة ما يرتكبه اليهود الصهاينة، من أبشع صور عمليات القتل وإزهاق الأرواح البريئة، بحق إخواننا فى فلسطين وفى غزة، نسأل الله أن يفرج عنهم، وإن البناء الأخلاقى العالمى مهدد أيضا من جهة أخرى بسبب سياسات التغافل والكيل بمكيالين ومساواة المجرم الصهيونى بالضحية الفلسطينى، ومساواة صاحب الأرض الفلسطينى بالمحتل الصهيونى، هذه التصرفات المخزية التى نراها من كثير من دول العالم كأمريكا وأوروبا الذين كانوا وما زالوا يدعون ويتغنون بالحرية والديمقراطية والإنسانية، والتى ظهر للجميع بأنها لديهم كاذبة ومزيفة، فموقفهم المخزى من الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل المحتلة بحق إخوتنا الأبرياء فى غزة، سيكون وبالا عليهم.


وتابع: لقد دعت روسيا الاتحادية مرارا وتكرارا وخاصة بعد بداية الحرب فى غزة إلى ضبط النفس وحماية المدنيين، وقدمت مساعدات عاجلة، وكذلك فعلنا فى جمهورية الشيشان، بحكم أننا أحد مكونات الدولة الروسية الاتحادية، كما قمنا باستضافة عشرات الأسر من غزة، وبأمر من فخامة الرئيس رمضان أحمد قديروف – حفظه الله- قمنا وعلى وجه السرعة ببناء بيوت مجهزة بكل الاحتياجات للإخوة الفلسطينيين، وهم الآن يسكنون بيننا آمنين مطمئنين، فالأخلاق ليست كلاما يقال، بل مبادرات وأفعال الرجال.


أما على الصعيد الداخلى، فإن مجتمعنا الشيشانى يحافظ على الأخلاق الإسلامية رغم التيارات الجارفة فى العصر الحديث، ورغم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعى فى هذا الجانب، وذلك عبر عدة أمور منها: التربية الشيشانية المنزلية للأولاد، فالأسرة الشيشانية تهتم اهتماما شديدا جدا بتربية الأطفال منذ الصغر، وتربط أفراد الأسرة علاقات قوية واحترام شديد وخاصة للكبار، وأكثر من ذلك عندنا فى الشيشان عندما يمشى الكبير فى شوارع المدن يقف له الجالس، ويفسح له المجال للعبور أولا، ويقدم لقضاء حوائجه، وذلك احتراما له وتأدبا معه، من الغريب قبل القريب.

 

وأضاف الشيخ صالح مجييف: من الأمور التى تساعد فى حفاظ مجتمعنا الشيشانى على الأخلاق الإسلامية، ما نقوم به فى الإدارة الدينية من جهود وإجراءات ضخمة على مستوى الجمهورية، فخطباء المساجد يوجهون للحديث عن الأخلاق بانتظام، ويقوم الأئمة والخطباء ورجال الدين بزيارات منتظمة إلى المدارس والمعاهد والجامعات العامة فى شتى المراحل والتخصصات، لإلقاء الخطب والمواعظ والمحاضرات على الطلاب، والتى من أهم مواضيعها التذكير بالأخلاق والآداب، وكل هذه الجهود هى بإيعاز وإشراف ومتابعة من فخامة رئيسنا رمضان أحمد قديروف –حفظه الله– الذى يسير على نهج والده الشيخ الشهيد أحمد حاج قديروف -رحمه الله وتقبله فى الشهداء– والذى كان للأخلاق والتربية نصيب كبير فى منهجه السديد الذى أسسه والذى نسير عليه إلى يومنا الحالي.


وفى ختام كلمته أعرب الشيخ صالح مجييف عن تمنياته لمصر بمزيد من التطور والازدهار، وأن يكلل المؤتمر بالخير والنجاح، وأن ينصر إخواننا فى فلسطين وفى غزة عاجلا غير آجل، وأن يعم الخير والأمن بلاد المسلمين عامة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة