اجرى تلفزيون "اليوم السابع" تغطية إخبارية شاملة عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، وهل ولايات "الجدار الأزرق" لها دور محوري في تلك الانتخابات.
تناولت التغطية التي قدمها الزميل محمد جمال، تفاصيل مجموع مقاعد "الجدار الأزرق" في المجمع الانتخابي، وعرفت بتماسكها الانتخابي ودعمها للديمقراطيين منذ عام 1992 إلى عام 2012، حتى أصبح معقلا مضمونا لهم في الانتخابات، لكن في عام 2016 صوّتت ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن للجمهوريين فأهّل ذلك دونالد ترامب للفوز بالرئاسة.
وأشارت التغطية إلى الولايات الثلاث أيضا من ضمن الولايات المتأرجحة السبع التي يتمتع فيها الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء بمستويات متقاربة من الدعم بين الناخبين، ويُنظَر إليها على أنها حاسمة في تحديد هوية الفائز.
وكذلك تعد الولايات الثلاث جزءا من حزام الصدأ الذي يمتد من جنوب نيويورك إلى غرب بنسلفانيا مرورا بفرجينيا الغربية وأوهايو وإنديانا، وانتهاء بميشيجان وإيلينوي ثم ويسكونسن.
ورغم عدم ارتباطها الجغرافي، فإن تلك الولايات لها وضع اقتصادي وتاريخي مشترك.
ويحتاج المرشحون 270 صوتا انتخابيا فقط لضمان الفور بالرئاسة، وخسارة صوت واحد منها قد يقلب النتائج، لذا يحرص الديمقراطيون دائما على كسب تأييدها جميعا، خاصة تلك التي صوتت للجمهوريين في عام 2016، لأن من صوتت له طوال تاريخها يفوز في النهاية.
تشكل 17 ولاية "الجدار الأزرق"، وهي: كاليفورنيا وكونيتيكت وديلاوير وهاواي وإلينوي وماين وميريلاند وميشيغان ومينيسوتا ونيوجيرسي ونيويورك وأوريغون وبنسلفانيا ورود آيلاند وفيرمونت وواشنطن وويسكونسن، إضافة إلى مقاطعة كولومبيا.
تعد ميشيغان موطنا لما يقرب من 400 ألف من الأميركيين العرب، وفقا للمعهد العربي الأميركي لعام 2024، وحدد لها 15 صوتا في المجمع الانتخابي عام 2020، علما أن عدد المقاعد في المجمع الانتخابي يتغير كل 10 سنوات وفقا للتعداد السكاني في أميركا.
وتملك ولاية إيلينوي 19 صوتا في المجمع الانتخابي، ومثلها في بنسلفانيا التي يشكل فيها الأميركيون من أصل بولندي 5% من السكان، ويتركزون في شمال شرقي الولاية.
أما ولاية ويسكونسون فتملك 10 أصوات في المجمع الانتخابي. وتعد ولاية كاليفورنيا أكثر الولايات المالكة للأصوات الانتخابية بعدد 54 صوتا، وتليها نيويورك التي تملك 28 صوتا.
وبالنسبة لباقي الولايات، تملك نيوجيرسي 14 صوتا وواشنطن 12 وميريلاند 10 ومينيسوتا 10، وفي كونيتيكت 7 أصوات وأوريغون 8، بينما تملك هاواي 4 ورود آيلاند 4 وماين 4 وديلاوير 3 وفيرمونت 3، ولمقاطعة كولومبيا 3 أصوات.
كان للولايات الثلاث ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسون دور حاسم في انتخابات الرئاسة الأميركية لفترة طويلة، وكانت تميل إلى الديمقراطيين وتصوّت لهم منذ عام 1992، واستطاع باراك أوباما كسب تأييدها والفوز بالرئاسة في انتخابات عامي 2008 و2012.
وعقب أوباما، مثّلت هيلاري كلينتون الديمقراطيين وترشحت لانتخابات عام 2016، لكنها خسرت تأييد الولايات الثلاث لمصلحة ترامب الذي تغلّب عليها بفارق ضئيل، وتعرضت كلينتون لانتقادات شديدة لتجاهلها ولاية ويسكونسون خلال حملتها الانتخابية، وهي واحدة من الولايات الحاسمة التي كانت إلى جانب الديمقراطيين طوال نحو 20 عاما.
واعتمد ترامب حينئذ على دعم أصوات البيض من غير خريجي الجامعات، الذين يشكّلون أقل بقليل من نصف الناخبين في ولاية بنسلفانيا، وما يزيد قليلا على النصف في ولاية ميشيجان، وثلثي أصوات ناخبي ولاية ويسكونسون.
وفي ولاية ميشيغان فاز ترامب في انتخابات عام 2016 بفارق 11 ألف صوت، أي ما نسبته 0.04% فقط، وفي بنسلفانيا فاز بفارق 68 ألف صوت، أي ما نسبته 1.2%، علما أنه لم يفز أي ديمقراطي بالرئاسة من دون ولاية بنسلفانيا منذ عام 1948. وفي ويسكونسون بفارق 27 ألف صوت، أي ما يقرب من 1% فقط.
تجربة كلينتون أعدّت جو بايدن لتجهيز حملته الانتخابية وتكثيفها في ولايات "الجدار الأزرق"، فاستطاع إعادة الولايات الثلاث التي صوتت سابقا لترامب، وفاز عليه فيها بفارق ضئيل.
وفار بايدن بولاية ميشيغان عام 2020 بفارق 154 ألف صوت، أي بنسبة 2.7%، وفاز بولاية بنسلفانيا بفارق 80 ألف صوت، أي ما يقرب من 1% عام 2020، وفي ولاية ويسكونسون فاز بفارق 20 ألف صوت، أو ما نسبته 0.07%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة