قدم تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة، من إعداد وتقديم الزميل محمد أبو ليلة، حيث نجحت الدولة المصرية في السنوات العشرة الأخيرة، في استعادة دورها الإقليمي والدولي، ويبدو أن ذلك مرتبطا بصورة كبيرة في قدرتها منقطعة النظير في تصدير تجربتها للعالم، وهو ما بدا في العديد من المشاهد، تحمل في جزء منها إطارا دبلوماسيا، عبر اعتماد منهج التوافق الدولي، وبناء الشراكات الدولية، والتي أصبحت بمثابة البديل لمفهوم التحالفات الذي ساد خلال عقود ماضية، وآخر اقتصادي، يقوم في الأساس على تجربتها التنموية التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة، وهو ما لا يقتصر على أزمنة الاستقرار، وإنما امتد إلى حقبة الأزمات، على غرار نجاحها في تحقيق معدلات نمو إيجابية خلال حقبة الوباء، وكذلك تمكنها من مواصلة مشروعاتها في لحظة استثنائية على مستوى الإقليم بأسره، خلال العدوان على غزة وامتداده إلى دولا أخرى بالمنطقة.
إلا أن نقطة الانطلاق في نجاح التجربة المصرية تجلت بوضوح في الحرب على الإرهاب، ومعها القوى الرئيسية في المنطقة العربية، خاصة بعد ثورة الـ30 من يونيو، والتي أعادت الاعتبار إلى الدولة ومؤسساتها، وحققت خلاصا سياسيا، من سيطرة الجماعة، ليتبعها بعد ذلك حرب ضروس خاضتها ضد إرهاب الجماعة، حملت بعدا أمنيا، يقوم على تطهير كافة أراضيها من الميليشيات المسلحة، بينما لم تخلو من أبعاد أخرى، تبدو استثنائية، تتجلى في المعركة الفكرية، والتي اعتمدت نهجا يدحض الأفكار التي تروجها الجماعات المتطرفة، عبر حملات إعلامية ودعوية عملاقة، فندت المفاهيم المغلوطة، التي طالما أطلقتها جماعات الظلام، لاستقطاب الشباب، بينما كان توغل المشروعات التنموية في مختلف مناطق الجمهورية، بعدا أخر ذو صبغة اقتصادية، لحماية الشباب من الانجذاب إلى الدعوات المغرضة بالانضمام لتلك الجماعات، والتي استغلت بدورها احتياجاتهم المالية، لتوظيفهم بين صفوفها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة