سارت الأمورُ على الجبهة اللبنانية لشهورٍ فيما يُشبه حربَ الأعصاب؛ لكنها منذ اغتيال أرفع القيادات العسكرية لحزب الله فى ضاحية بيروت الجنوبية، تحوَّلت حربًا كاملةَ الأوصاف.
كانت ورقةُ الاتفاق جاهزةً؛ عندما قرَّر نتنياهو بإرادةٍ فرديّة أن يُضحِّى بحصيلة ثلاثة أشهر من المفاوضات، بين باريس والقاهرة والدوحة وتل أبيب. واليوم يُخرِج من قُبّعته مُقترَحًا جديدًا.
إن كان فى المواكبة السياسية لأزمة غزّة ما يصلح لتوثيق خِفَّة الاحتلال وإدارته السيئة؛ فإنها المواقفُ المصرية المُتلاحقة منذ السابع من أكتوبر إلى اليوم.
وصل مجلسُ الأمن مُتأخّرًا ستّة أشهر تقريبًا، وفضلاً على البطء لم يكن الوصول دقيقًا ومثاليًّا. القرار الذى جرى تمريره بأغلبيةٍ كاسحة يبدو إيجابيًّا فى جانب، وشديدَ السلبية فى جوانب أخرى.
ماراثون لا يهدأ من أجل إنجاز هُدنة مُعجّلة فى غزّة. الأوضاع تفاقمت إلى حدٍّ لم يعد مُحتمَلاً، ورمضان على الأبواب، والصلابة التى كانت تُبديها الفصائل خفَّت قليلاً بغرض إنهاء المحنة الإنسانية.
حتى اللحظة الأخيرة قبل الحرب، يتبادل الجميع رسائل الطمأنة. الحروبُ بطبعها مُراوغة؛ فإمَّا تُريد أطرافها المناورة طمعًا فى امتلاك المُبادأة، أو تسقط فيها فجأة بفعل سوء التقدير وخطأ الحسابات. والوضعُ فى المنطقة قد آلَ لتصعيدٍ خطير.
ثلاثةُ شهورٍ من النار، وما قدَّم العالمُ شيئًا لفلسطين، ولا قدَّم أصدقاءُ الفصائل أيضًا. بدت المرافقُ الأُمميّة بمواثيقها وقانونها الدولى فى حال ضعفٍ مُخزٍ، والذين احترفوا التجارة بالقدس كانوا أشدَّ خِزيًا وهزالاً.
إن كان الاحتلالُ والمقاومةُ يعرفان ما لا يقبلان به فى صراع غزّة؛ فالمشكلة أنهما يجهلان ما يُريدانه من الحرب وبعدها. ولأنّه نزاعٌ بين عدوَّين راديكاليين.
مثل الذى يُصادق الحِملان ويأكل مع الذئاب؛ ما زال الرئيس الأمريكى جو بايدن ينحر بسكاكين إسرائيل ويبكى على جُثث «غزّة» وأطلالها، وحتى بعد شهرين من المذابح لم ينتفض ضميره انتفاضةً جادّة،
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بمقتل العقيد إساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، في هجوم 7 أكتوبر الماضي، مؤكدا أن جثته لا تزال محتجزة في غزة
كلّما تمدَّدت إسرائيل فى غزّة؛ تتآكل الأرض تحت جنازير دباباتها. لقد كانت تُخطِّط لحربٍ طويلة ثم تباطأت عقارب الساعة؛ فاستهلكت ما أرادته فى شهور خلال عدّة أسابيع.
لا نتيجةَ فى غزَّة. فالأزمةُ أن فريقين يتصارعان على صيغةٍ خلافية: القوىُّ يخوضها بمنطق الضربة القاضية، والضعيف يُريدها بالأشواط والنقاط.. تعجَّلت إسرائيل هدفَها الاستراتيجى وافترضت نهاية الخصم، وتأخَّرت «حماس» فى إبداء المُرونة التى تُجنِّبها الانكسار.
تُؤمن أغلب الدائرة العربية بالدبلوماسية، وينحاز آخرون للخطابة. «غزّة» فى حاجة ماسّة لجهود الجميع؛ لكن المُهم أن يتلاقى الفريقان على رؤيةٍ جامعة. عندما دعت مصر إلى «قمّة القاهرة للسلام».
بعيدًا من حِلف المزايدة، ولا أحد فيهم يُقدّم لفلسطين إلّا الفتنة والانقسام والشعارات الجوفاء؛ ليس فى جعبة المنطقة غير الدبلوماسية وحلول السياسة، البديل عن ذلك أن تتّسع المُواجهة إلى حربٍ شاملة.
الحقيقة الوحيدة إلى الآن أن «غزّة» تحت النار: الجغرافيا والبشر وصلاحية الحياة، وليست «حماس» وحدها.. فى هذا المناخ يتساوى حامل السلاح مع الحنجورى.
شعبٌ كامل يختفى فى غمضة عين؛ كأنهم أُزيحوا إلى ثقبٍ أسود. هكذا بدا مشهد «غزّة» على رادار العالم؛ عندما قرَّر الاحتلال أن يقطع آخر روابطهم مع الحياة.
مناوراتٌ إسرائيلية حتى اللحظة الأخيرة. رغم حديث وزير الخارجية الأمريكى عن قرب دخول المساعدات، ونصائح سفارته لمواطنيها فى «غزّة» بالاقتراب من رفح، والإشارات المُتواترة منذ مساء الأحد على قرب افتتاح المعبر
أعلنت منظمة حقوقية إسرائيلية، الأربعاء، أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت قبل أسبوعين فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عاما .
رحبت وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موجيرينى، بدعوة المنسقة السامية للسياسات الخارجية للاتّحاد الأوروبى كاترين آشتون، لعقد قمة عاجلة