من الشرفة كنت أُطل عليها، أراها مستحمة بزرقة المدى، مملحة بهواء البحر، ممتدة كبساط موازى للماء، خصلات شعرها موج البحر وضفائرها الشمس.
عندما نوارى بالتراب أجساداً عزيزة علينا، فنحن نوارى جزءاً من اهتمامنا بالحياة، وجزءاً من أرواحنا، كلما توفى شخص نحبه يصبح الأسبوع الأول الذى يمر دون وجوده صعب، وتمر علينا مناسبات نفتقده فيها بشدة وتمزقنا الذكرى .
عندما كنت طفلاً كنت أعتقد أن الذكريات والأيام من عمرنا تمضى وتموت كالإنسان، لكننى حين كبرت ايقنت أنها لا تموت وأنها تعود للحياة بغمضة عين تستعرض أمامنا كل أحزاننا وأيامنا بسوادها وبياضها بحلوها ومرها.