د. محمد مورو

جريمة حرب

السبت، 04 أكتوبر 2008 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبنى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تقرير لجنة تقصى الحقائق حول قصف إسرائيل لبلدة بيت حانون فى قطاع غزة خلال نوفمبر من العام الماضى، والذى أدى إلى مقتل 19 فلسطينياً، وكان التقرير الذى أعدته لجنة برئاسة الأسقف دير موند توتو وهو أسقف جنوب أفريقيا حاصل على جائزة نوبل لسلام ولعب دوراً فى تصفية النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا قد اعتبر عملية القصف اليهودى ومقتل الفلسطينيين جريمة حرب، وطالب إسرائيل بدفع تعويضات كافية فوراً للضحايا الفلسطينيين.

حسناً فعلت إحدى منظمات الأمم المتحدة شيئاً، وحسناً فعل مجلس حقوق الإنسان وحسناً فعلت اللجنة برئاسة القس دير مونو توتو، وإن كنا نشك كثيراً فى أن الموضوع سيتم تجميده بطريقة أو بأخرى على غرار كل الموضوعات، التى تأخذ توصيات ضد مصلحة إسرائيل وأمريكا وعالم الاستكبار الدولى كله.

ولكن إذا افترضنا جدلاً أن تلك التوصية قد عمل بها وهى أمنية بعيدة المنال طبعاً، وأن روحاً من العدل والإنصاف قد سادت العالم وتم اتخاذ قرار فى مجلس الأمن، باعتبار ما يحدث فى بيت حانون فى نوفمبر 2007 هو جريمة حرب، وتم تحويل قادة إسرائيل، أولمرت وباراك إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتقرير إسرائيل تعويضات لأهالى الضحايا لو تم حسابها على غرار حساب الفرد فى حادثة لوكربى الذى تم الاتفاق عليها بين الحكومة الليبية والولايات المتحدة، حوالى 10 ملايين دولار للفرد، كان على إسرائيل أن تدفع مثلاً 19 مليون دولار لعائلات الضحايا ومبلغ مماثل للدمار المادى حسناً إننا نأمل ذلك.

الأهم من ذلك أنه قياساً على ما سبق، فإن إسرائيل ارتكبت جرائم يومية منذ عام 1948 وحتى اليوم وربما غداً وبعد غد فى كل مكان فى فلسطين المحتلة بل وفى الدول المجاورة لفلسطين المحتلة فى داخل أراضى 1948، وفى غزة والضفة، وفى لبنان وسوريا ومصر والأردن بل وتونس وأن هذه الجرائم من الكثرة والتنوع من قتل وإبادة وأسر وتعذيب وتدمير بنية، بحيث إنه لو تم محاكمة المسئولين عنها كان معنى ذلك محاكمة كل سكان إسرائيل تقريباً!! وكان على إسرائيل أن تدفع تعويضات تزيد على 300 تريليون دولار وهى عشرة أضعاف ميزانية العالم كله أو الدخل العالمى كله فى عام والذى يبلغ 33 تريليون دولار، نصيب الولايات المتحدة منه حوالى 11 تريليون دولار أى ثلث ميزانية العالم بل أكثر من هذا، فإن تلك الجرائم قد تمت تحت سمع وبصر العالم كله وتنقله أحياناً بالأقمار الصناعية ومصورة وموثقة بالصوت والصورة، مما يقتضى اعتذاراً عالمياً أو على الأقل من الدول النافذة فى العالم والمسيطرة على مجلس الأمن، اعتذاراً للشعب الفلسطينى ووعداً بعدم تكرار ذلك مع شعوب أخرى.

حسناً لو كان الأمر كذلك لكان قيام إسرائيل واستمرارها هو فى حد ذاته جريمة حرب تقتضى محاكمة كل من ساهم فيها سواء من زعماء الدول الكبرى فى ذلك الوقت أو من وعد بذلك مثل الخارجية البريطانية "وعد بلوفور" ومن دعم المجهود الحربى الإسرائيلى بالمال مثل ألمانيا أو السلاح مثل إنجلترا أو فرنسا وأمريكا، أى محاكمة كل رؤساء هذه الدول منذ تأسيس إسرائيل وحتى الآن، وبناء عليه يتم تصفية الكيان الصهيونى وعودة غير الفلسطينيين إلى بلادهم الأصلية ودفع تعويضات عن استقلال الأرض فى الفترة من 1948 وقت انتهاء عملية تصفية الكيان الصهيونى.

هل هذه مجرد أضغاث أحلام أى أن حلم العدل لا يمكن أن يتحقق يوماً ما فى حياتنا وحتى فى حياة أولادنا!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة