هيئة محلفين أمريكية تنظر قضية مؤسسة متهمة بتمويل حماس

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008 03:38 م
هيئة محلفين أمريكية تنظر قضية مؤسسة متهمة بتمويل حماس حجم تمويل حماس وحركات المقاومة بالسلاح لا يزال غير معلوم
دالاس (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ هيئة محلفين فى تكساس اليوم, الأربعاء، مداولاتها فى إطار إعادة محاكمة جمعية خيرية مسلمة متهمة بتمويل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى أكبر محاكمة من هذا النوع تشهدها الولايات المتحدة.

والقضية التى تندرج فى "إطار الحرب على الإرهاب" تطال "مؤسسة الأرض المقدسة" الموقوفة عن العمل، ومقرها فى تكساس والمتهمة بإرسال أكثر من 12 مليون دولار إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

كانت وزارة العدل الأمريكية تعهدت أكتوبر 2007 بإعادة محاكمة خمسة مسئولين فى هذه المؤسسة، بعدما تعذر على أعضاء هيئة المحلفين الاتفاق للتوصل إلى أحكام بشأن حوالى 200 تهمة. وقد شكلت هيئة محلفين جديدة فى منتصف سبتمبر.

وفى الشهرين الأخيرين عرضت الحكومة الأمريكية الأدلة نفسها تقريبا التى قدمتها فى المحاكمة الأولى فى محاولة لإثبات أن "مؤسسة الأرض المقدسة" التى أنشئت فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى لجمع تبرعات من المسلمين الأمريكيين الأثرياء لدعم حركة حماس التى كانت قد شكلت للتو لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى.

واختتمت المحاكمة الجديدة بعد ظهر أمس، الثلاثاء، فى دالاس مع المرافعات الختامية. وقال وكلاء الدفاع إن الجمعية الخيرية لم تدعم حماس وعملت بطريقة شرعية لجمع المساعدات التى يحتاجها الشعب الفلسطينى الذى يعيش فى ظروف مزرية فى ظل الاحتلال الإسرائيلى، ويقول المدعون الحكوميون إن المؤسسة جمعت أكثر من 12 مليون دولار لحساب حماس، لكنهم لا يتهمونها بتمويل الإرهاب مباشرة أو بالضلوع فى عمليات إرهابية.

لكن الادعاء أكد أن المساعدات الإنسانية استخدمت لتعزيز موقع حماس والسماح لها بتحويل الأموال لأنشطتها القتالية. وقال المدعى بارى جوناس أمام هيئة المحلفين فى مرافعته أن "حماس تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها مصدر سيولة. لا نريد أن تستخدم بلادنا كنظام دعم لإرهابيين. حماس تستغل التشريعات الأمريكية التى تشجع الناس على التبرع لأعمال خيرية".

وقال وكلاء الدفاع إن السبب الرئيسى لمحاكمة موكليهم هى روابطهم العائلية. فخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس والمقيم فى دمشق هو قريب أحد المتهمين مفيد عبد القادر، العضو فى فرقة موسيقية كانت تحيى حفلات لجمع تبرعات للمؤسسة. أما موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى سوريا أيضا، فهو قريب المتهم محمد المزين أحد مؤسسى "مؤسسة الأرض المقدسة" ومتزوج من قريبة المتهم غسان العشى رئيس مجلس إدارة المؤسسة سابقا. وشقيق المتهم شكرى أبو بكر هو جمال عيسى ممثل حركة حماس فى السودان سابقا وممثلها فى اليمن حاليا. والمتهم الخامس هو عبد الرحمن عودة ممثل المؤسسة فى نيو جيرزى.

وقالت محامية الدفاع ليندا مورينو "بالنسبة للذين أفقرتهم السياسة والتاريخ والقيادات الفاشلة وبالنسبة لأجيال من اللاجئين الذين ساعدهم على الحصول على الألبسة والأغذية والتعليم لا ينبغى لغسان العشى أن يعتذر لأنه وفر لهم خدمة". وأضافت "كان على يقين أن نشاط "مؤسسة الأرض المقدسة" يثير اهتمام الأعداء".

وانتقد وكلاء الدفاع كذلك الشهادة التى أدلى بها مسئولان إسرائيليان اعتمد عليهما الادعاء الأمريكى للمساعدة على إثبات أن حماس كانت تستفيد من أموال المؤسسة، معتبرين أنها منحازة. وأدلى الإسرائيليان بشهادتهما تحت اسمين مستعارين لأسباب أمنية، مما دفع وكلاء الدفاع إلى اعتبار أن ذلك يقلل من مصداقية أقوالهما أكثر فأكثر.

وكانت "مؤسسة الأرض المقدسة" أكبر جمعية خيرية مسلمة فى الولايات المتحدة قبل أن تغلق بعد ثلاثة أشهر على هجمات الحادى عشر من سبتمبر. وكانت واحدة من المنظمات الإسلامية التى قررت إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش إغلاقها للاشتباه المفترض بإرسالها الأموال إلى متطرفين إسلاميين.

وسجلت المنظمات الخيرية الإسلامية التى واصلت نشاطها تراجعا كبيرا فى التبرعات بسبب مخاوف من تعرضها لملاحقات قضائية. وفى قضيتين كبيرتين أخريين فى فلوريدا وشيكاغو تمت تبرئة المتهمين من تهمة دعم ناشطين فلسطينيين أو حكم عليهم بتهم أقل. وقال الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية أن القضية الراهنة تظهر خللا خطيرا فى تشريعات تمويل الإرهاب التى تعتبر أن مجرد الارتباط بمنظمة ما هو إلا إدانة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة