جمال الشناوى

خديجة ماتت

السبت، 22 نوفمبر 2008 12:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استيقظت الطفلة مبكرا، أمها تحاصرها بالنداء الوقت يمر الساعة تقترب من السادسة، الأب هو الآخر ينهر الصغيرة يطلب منها الإسراع لارتداء ملابس المدرسة.. الأحداث متلاحقة وتلميذة الصف الخامس الابتدائى لم تعد قادرة على مواكبة ابتكارات وافتكاسات وزراء التعليم فى مصر.

بخطوات متثاقلة سارت خديجة وقلبها يخفق، فأمها لا تعرف أنها لم تنه واجباتها المدرسية، والصغيرة كذبت تحت ضغط الخوف من العقاب الذى ينتظرها فى البيت والمدرسة. ها هى الطفلة الصغيرة التى لم تكمل عامها العاشر معنا فى هذه الدنيا، تتمنى لو حدثت المعجزة التى تبعدها عن المدرسة فهى تتوقعه يوما عصيبا.. العقاب الشديد خلف باب المدرسة، حيرة الصغيرة لم تفلح فى إيجاد وسيلة لها تبعدها عن الفصل الذى باتت تكره الدخول إليه، استسلمت خديجة وسارت مع زميلاتها مدفوعة وسط الزحام، محشورة بين زميلاتها ربما استطاعت التخلص من الرعب.

خديجة الآن أمام الأستاذ، هى حصة الحساب.. فتحت الصغيرة حقيبتها وأخرجت كراستها البيضاء مثل قلبها الصغير، الأستاذ محمد يطلب من كل التلاميذ الاستعداد للتفتيش على واجب الأمس.

ارتعدت الطفلة قبل أن يحل دورها جسدها النحيل يرتعد.. الخوف يجرى فى دمائها، جعلها تتمايل، الأرض تدور تحت قدميها.. الأستاذ يقترب من بعيد.. حجب الرعب تباعد بين التلميذة والأستاذ المخيف، بضعة أمتار كانت المسافة بين التلميذة الضحية، وأستاذها المخيف قلب الصغيرة يخفق بشدة حجم الخوف يتزايد حتى أطبق عليها.. خديجة لا تحتمل أجواء الترويع القاتل من الأستاذ.. الرعشة القوية التى خلخلت جسدها، كانت كافية لقتل خديجة التى سقطت أرضا، وروحها صعدت إلى السماء.. تلعن التعليم ووزيره الحالى والسابقين.

ماتت خديجة فى الفصل.. والأستاذ وقف غير مبال، حتى لا تضيع هيبته القاتلة يتصور أن الصغيرة تتظاهر بـ «الموت» حتى لا تفلت من العقاب.. وكأن الموت لن ينقذها من عقاب الأستاذ.

القصة حقيقية وقعت أحداثها فى مدرسة أحمد عرابى الابتدائية فى النزهة.. النيابة صرحت بدفن جثة خديجة ووزير التعليم يبتسم أمام كاميرات المصورين ولم يهتز حزنا على روح بريئة ماتت فى إحدى مدارسه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة