محمد بركة

الذين أكلوا لحم سوزان تميم .. ميتاً!

الجمعة، 07 نوفمبر 2008 10:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يد سوداء شريرة امتدت إلى مقبرة مظلمة لتنبشها وتستخرج لنا محتوياتها من ثدى ومؤخرة وأرداف، وتضعها تحت ميكروسكوب الرأى العام بزعم تحقيق سبق صحفى! يقول سبحانه وتعالى "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"، وتقول الصحافة نعم.. ولم لا؟ شرط أن تكون الجثة لأنثى بيضاء البشرة، عربية الملامح طولها 170 سم ووزنها 68 كجم، وتضع خصلات من الشعر المستعار لزيادة كثافة شعرها، ويا سلام لو احتوت الجثة على آثار لجرح قديم نتيجة تدخل جراحى.

أكثر الصحافة رصانة وكلاسيكية لم تنأ بنفسها عن موسم انتهاك حرمة جسد ميت إرضاءً لفضول مريض، وعبثاً بتقاليد مهنية وأعراف أخلاقية، وكأن القارئ من حقه المقدس أن يعرف أن ثدييَّ سوزان تميم خضعا لعملية جراحية لتكبيرهما، بوحدتين من السليكون تزن كل واحدة منهما 500 جم، كما أن التكبير باستخدام السليكون امتد إلى الأرداف وسمانة القدم، ولا تكتفى عجلة الإعلام "النزيه"، والصحافة "التى ليست صفراء" عند هذا الحد، فتتحول لغة "المانشيتات" والعناوين إلى نوع من "المعايرة" و"الشماتة"، حيث يتم التأكيد على أن ثمن "الجوز" من السليكون اللازمين للثديين "يادوبك" ثلاثة آلاف جنيه بس، أما أتعاب الطبيب فهى تصل إلى عشرة آلاف جنيه فى العملية الواحدة ليس أكثر، وفى لبنان تصل الأتعاب إلى 3 آلاف دولار! أما استخدام الحقن لتضخيم المؤخرة فتكلف الحقنة الواحدة "100سم" ألفين ومائتين جنيه "يا بلاش" وكل "ناحية" تحتاج 3 زجاجات وهى مواد جديدة تنتجها أوروبا وتستخدمها الأوروبيات بكثرة هذه الأيام!

الخلاصة أن صحافتنا العربية المصونة تريد جنازة وتشبع فيها لطم، ووجدت ضالتها المنشودة فى تقرير الطب الشرعى حول نتائج تشريح جثمان سوزان تميم التى ماتت وشبعت موت.

وكان يفترض ألا يجوز عليها سوى الرحمة، لكن قاتل الله شهوة الفرقعة الإعلامية بمناسبة وغير مناسبة، فأى كلام عن سوزان وأنوثتها "يبيع"، فإذا بها لا تجوز عليها الرحمة، بل التشهير والتنكيل والتأكيد على أنها "صاروخ" جمالها ساحر ولكنه متوفر فى الأسواق نقداً وبالتقسيط!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة