84% من المصريين يعيشون فى سعادة، منهم 10% يعيشون فى سعادة غامرة!
والله العظيم هذه ليست نكتة، ولكنها نتائج مسح القيم التى أجراها مركز معلومات مجلس الوزراء لدعم واتخاذ القرار، وظهر من خلاله أن أخلاق المصريين!
هل من الممكن أن يكون الإنسان يعيش فى سعادة "وموش" واخد باله؟ كل شىء ممكن، فالحكومة أدرى بأحوالنا منا، هل هناك أحد ينافس الحكومة فى حجم المعلومات عندها؟
هل أصدق كل الظلاميين الذين يرتدون النظارة السوداء ولا يرون من الحياة الوردية التى نحياها إلا الظلام والعتمة، أم أصدق نتائج هذه الدراسة العلمية التى تمت بأسلوب المقابلة الشخصية على عينة من 3000 أسرة تمثل المجتمع المصرى بشكل كامل، ليس هذا فحسب بل إن هذا المسح مقارن بنتائج المسح المماثل بـ55 دولة فى العالم.
تعالوا معى نسأل أسئلة منطقية: كيف يشعر المصرى بهذه السعادة، وهو يكابد الحياة ويعمل فى أكثر من وظيفة ليوفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة لأبنائه، وكيف يتذوق طعم الراحة وهو يجلس وسط أبنائه ينعون حظهم، عاطلين بدون عمل، بعد أن أفنى عمره وماله فى تعليمهم حتى الجامعة، وكيف تعرف الراحة طريقها إليه وهو يقضى أكثر من أربع ساعات فى المواصلات من وإلى بيته "محشورا" فى وسائل مواصلات لا تحترم آدميته، ومثلها فى طوابير العيش؟
ثم كيف ينام قرير العين، وهو غير آمن على صحتة، وإنه إذا حدث له أو أحد أبنائه مكروه أو أصابه المرض، سوف يجد من يمد له يد العلاج والدواء اللازم.
الإجابة على هذه التساؤلات ستجدونها فى الوجوه المكفهرة التى نقابلها فى الشارع وفى وسائل النقل، وفى أماكن العمل، وحتى فى دور العبادة، وانتهت بأن المصرى لم يعد ابن نكتة، كما كان، بل إنه يعيش فى كم من الضغوط الحياتية التى انتهت بغياب الابتسامة من الوجوه لتحل مكانها.
بنى المسح نتائجه على أساس خاطئ، حيث كان يسأل القائمين على البحث، الناس الذين يقابلونهم فى منازلهم، عن شعورهم بالسعادة، فكانت الإجابة التقليدية هى: الحمد لله، ولكنه حمد من قبيل "الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه" فالمصرى بطبعه صبور، إذا ضاقت الدنيا فى وجهه لجا إلى الله، واعتبر أن ما به ما هو إلا ابتلاء من الله وهو وحده الذى سيرفعه.
الشىء الذى اتفق مع المسح فى نتائجه هو أن 95% من المصريين مهتم جداً بالدين، ولكنه للأسف اهتمام ظاهرى بالعبادات دون الجوهر، وإلا بماذا نفسر تفشى الرشوة والمحسوبية والتحرش الجنسى؟
الدكتور ماجد عثمان، رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء لدعم واتخاذ القرار، أكد على أن أخلاق المصريين "بخير"، بعد نتائج "مسح القيم"، وبذلك فلا داعى للالتفات لما يحاول أن يروجه المفكرون وعلماء النفس والاجتماع بأن أخلاق المصريين فى خطر، وأن هناك إضطرابا أصاب منظومة القيم لدى المصريين؟ مجرد تزايد وافتئات على الواقع السعيد الذى يحيى فيه المصرى!
ولو قرأ كاتبنا الكبير جلال أمين هذا التقرير لما كان ألف كتابه العبقرى: "ماذا حدث للمصريين".
اخلع يا أخى النظارة السوداء التى ترتديها الآن، وتنفس نفسا عميقا، حتى يملأ الهواء صدرك وأنت أمام المرآة وقل بصوت مرتفع: أنا سعيد أنا سعيييييييييييييد!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة