شهور قليلة هى عمر أنفلونزا الخنازير، ومع ذلك تعاقدت وزارة الصحة مع شركة "جلاسكو سميث كلاين" لتوريد المصل المضاد للمرض.
فى النظرة الأولى للخبر يبدو أنه يبعث على الاطمئنان، فنحن الآن أمام دواء يعالج مرضا تتعالى الأصوات محذرة من خطورته، لكن التدقيق فيه يبعث على الحيرة، فكيف لدواء يتم إنتاجه بهذه السرعة الرهيبة، والمعروف أن أى دواء جديد يستغرق سنوات تبدأ من البحث النظرى، ثم التجارب العملية والسريرية، لمعرفة مدى صلاحية الدواء، ونسبة الأمان فيه، وعدم تركه لآثار جانبية قد تؤدى إلى مخاطر أخرى للمريض الذى يتناول هذا الدواء.
ولأن تاريخ أنفلونزا الخنازير لا يتخطى شهورا قليلة، فهل يعقل أن تكون شركة "جلاسكو" قد أجرت فى شهور قليلة كل التجارب المفروضة والطبيعية للدواء لطرحه تجاريا؟، وحتى تخلى الشركة مسئوليتها عن الآثار التى قد تترتب عن هذا الخطر أخذت تعهدا بعدم مسئوليتها عن الآثار الجانبية المترتبة على تناوله، فيما يعنى أنها ليست على ثقة تامة به.
الخوف أن نكون باستيرادنا للمصل الجديد ضحايا لعملية نصب كبرى لشركات الدواء، ويرجح هذا الاعتقاد أنه حتى الآن لم يتم مثلا اختراع مصل نهائى وحاسم للأنفلونزا العادية وهى الأقدم تاريخيا، كما لم يتم اختراع مصل نهائى وقاطع لأنفلونزا الطيور، فكيف تفتقت الأذهان إلى اختراع عاجل لمصل أنفلونزا الخنازير؟.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة