انتهى مسلسل "أنا قلبى دليلى" الذى تناول سيرة الفنانة العظيمة ليلى مراد، ولم ينتهِ الجدل حول قصة إسلامها، وتحولها من الديانة اليهودية إلى الإسلام، وكالعادة تقفز إسرائيل إلى المشهد فى محاولة منها لسرقة تراثنا الفنى، باللعب على الوتر الدينى، والزعم كذبا بأن ما قدمته لها الحق فيه على أساس أنها كانت يهودية، وبقدر ما يبدو هذا الأمر مسلياً فى التناول أكثر منه حقيقة، وبقدر ما يؤكد على سرقة إسرائيل للإنجازات الحضارية للآخرين، ونسبها إليها من أجل أن تثبت للعالم وللتاريخ أن لها حضارة وتاريخاً، نقول بقدر كل ذلك، فإن المثير فى الأمر هو تغليب البعض لهذا الجانب الدينى فى حياة الفنانة الراحلة، على ما قدمته من فن رائع ساهم فى إثراء وجدان المسلم والمسيحى واليهودى فى آن واحد.
حين قفزت ليلى مراد على سطح الفن وهى بعد صغيرة السن، لم ينظر إليها أحد وقتئذ بوصفها فنانة يهودية تغنى من أجل ديانتها مثلا، بل ساهم فى اكتشافها وتكوينها وإنضاجها مسلمون مثل الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب والكاتب الصحفى فكرى أباظة وآخرون، وحضر حفلتها الفنية الأولى وهى ابنة الثالثة عشر من عمرها جمهور من مختلف الأديان التى كانت فى مصر، كان الأمر يتم وفقا لمبدأ الانتصار لموهبة حقيقية بازغة، ولا يتم وفقا لمبدأ دينى يقوم على الفرز بين ما هو مسلم ومسيحى ويهودى، وتزوجت ليلى مراد وهى يهودية من الفنان المسلم أنور وجدى، دون الالتفات أيضا من الرأى العام إلى ديانة الاثنين.
وإذا كان ما سبق يشير فى جانب منه إلى مقدار التسامح الدينى الذى كان سائداً وقتئذ، فإنه يدل أيضاً على مدى ما بلغ به البعض حاليا من تغذية النزعة الطائفية، وذلك باختصار سيرة ليلى مراد فى أنها كانت يهودية ثم أصبحت مسلمة.
ليلى مراد هى فنانة مصرية عظيمة وماتت كذلك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة