فى حواره لليوم السابع، أطلق وزير الصحة د.حاتم الجبلى قذيفته فى وجه دول الشمال الغنية، وقال إن "الدول الغربية أعطتنا دروساً فى حقوق البهائيين والمثليين جنسياً، وعندما جاء امتحان أنفلونزا الخنازير اختاروا أن يعيشوا هم، ويموت الآخرون".
المؤكد أن المعنى السياسى لكلام وزير الصحة ليس جديداً، لكن الجديد فيه أنه يتعلق بصحة الإنسان أياً كان موطنه، ومن المنطقى القول إن لدى هذه الدول الحق فى البحث عن كل الوسائل التى تحافظ على صحة الإنسان فيها، لكن طالما هى تتشدق بالعدالة، وحقوق الأقليات، وحرية اعتناق الأديان فى البلدان الأخرى، وخاصة دول العالم الثالث، فمن العدل أن تمتد هذه اللغة إلى كافة الميادين الأخرى قولا وفعلا، لكنه الغرب الذى تتضخم ثرواته على حساب الدول الفقيرة منذ أن كان "استعمارياً" بالمعنى التقليدى للكلمة، وحتى أصبح "استعمارياً" فى ثوب جديد يقوم على تبعية الغير له فى كل شىء.
كلام الوزير ينقلنا إلى ضفة أخرى ومهمة وهى، ماذا نفعل فى مجال البحث العلمى، حتى لا نبقى هكذا أسرى الغرب فى كل شىء؟
فى أكاديمية البحث العلمى آلاف براءات الاختراع ولا يلتفت إليها أحد، وعشرات المراكز البحثية موجودة فى الجامعات لكنها تعانى من فقر فى الإمكانيات، وقال لى أستاذ فى إحدى كليات العلوم فى جامعة جنوب الوادى إنه لكى يتم إصلاح ميكروسكوب فى القاهرة، لابد من اتباع إجراءات بيروقراطية قد تمتد شهورا، وأضاف فى أسى أنهم يضطرون فى بعض الأحيان لتحمل تكاليف الإصلاح على نفقاتهم الخاصة، فكيف نطلب منهم بعد ذلك الإبداع فى مجالهم.
لن ينتظر الغرب الخروج من خيبتنا فى هذا المجال، فمن مصلحته بقاؤنا أسرى التخلف العلمى، وما يلفت النظر فى ذلك هو العزوف الكامل من القطاع الخاص للإسهام فى ذلك، فمصلحته تبقى فى كيفية جنى الأرباح السريعة، وبالطبع لا يحقق البحث العلمى ذلك، فهل تبحث الدولة عن صيغة تجبره فى المساهمة فى ذلك؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة