سبق وأن أطلعنى بلدياتى الصديق المخرج خالد يوسف على سيناريو فيلم "الرئيس والمشير"، وهو سيناريو مدهش فى رصد العلاقة بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، منذ أن تعارفا فى الكلية الحربية، وأصبحا ضابطين فى الجيش المصرى، ومع تفكير عبد الناصر فى تكوين تنظيم الضباط الأحرار الذى قاد ثورة يوليو عام 1952، كان عامر من أوائل الذين انضموا إلى التنظيم، وباقى العلاقة بين الرجلين معروفة حتى انتهت بنكسة يونية عام 1967.
يحمل السيناريو رصدا إنسانيا مدهشا لهذه العلاقة، بالدرجة التى يمكن من خلالها فهم أن جانبها الإنسانى كان هو النقطة الفاصلة فى إبقاء عبد الناصر على المشير فى قيادة الجيش المصرى لسنوات طويلة، بالرغم من أنه لم يكن أهلا للمهمة.
ويكشف السيناريو كم كانت هناك مباراة بين الاثنين حول من يجذب أحدهما إلى عالم الآخر، العالم الملىء بالتناقضات الموجودة فى التكوينة الإنسانية للرجلين.
كان عبد الناصر مشغولا طوال الوقت ببناء نفسه سياسيا وفكريا، ومشغولا فى كيفية إحداث التغيير الذى تنتظره مصر، أما عامر فلم تغادره أبدا شخصية ابن البلد التى دعمتها خلفيته الاجتماعية حيث كان ابن عمدة، ولم يكن له طول بال على قضايا الفكر والتجديد الفكرى والسياسى الذى يتطلب المداومة على الاطلاع.
التقى الاثنان برغم تناقضهما، وكان هذا اللقاء له طابع إنسانى قبل أى شىء، ويضع السيناريو الذى يحلم خالد يوسف بتحويله إلى فيلم سينمائى، وهو ما وافقت عليه محكمة القضاء الإدارى يوم الثلاثاء الماضى، وأتمنى أن يكون هذا فاتحة لإزالة المعوقات الأخرى أمام الفيلم المتوقع له أن يفتح جدلا كبيرا فى حال تنفيذه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة