بلغ الغضب مداه عند الأخوة الأفاضل الذين علقوا على الشهادة التى كتبتها عن الشاعر الغنائى الكبير أحمد شفيق كامل، وكشف فيها عن أن الداعية الكبير والخطيب الأشهر عبد الحميد كشك، كان سميعاً كبيراً للغناء، وأنه كان عاشقا لصوت محمد عبد الوهاب فى أغانيه القديمة، وشمل الغضب تعبيرات قاسية فى حقى وحق الشاعر الذى هو فى ذمة ربه الآن، وإلى هؤلاء أقول:
كتبت ما سمعته وسجلته من الشاعر أحمد شفيق كامل، الذى كانت صورة الشيخ كشك تتزين بها جدران منزله، وكل من اقترب وعرف هذا الشاعر العظيم يعرف كم كان تقياً وورعاً يخشى الله فى كل تصرف وحج بيت الله أكثر من مرة، وأذكر مثلا أنه طلب منى الاشتراك له فى صحيفة أسبوعية كان يحب قراءتها، ولم أبلغت إدارة الجريدة بذلك قررت تقديرا له عمل اشتراك طول حياته، دون أن أعرف ودون أن يعرف، وبعد مرور عام أراد أن يجدد الاشتراك فحدثنى فيه، ومر وقت والجريدة تصله بانتظام، فى الوقت الذى تأخرت فيه عن إبلاغ الجريدة بطلب تجديد الاشتراك، فحدثنى الرجل يرجونى بتوصيل ثمن الأعداد التى وصلته إلى الجريدة، المهم أن الجريدة أبلغتنى أنها قامت بعمل اشتراك ممتد له تقديرا لشخصه، ولما أبلغته بذلك، قال هذا أمر أنت مسئول عنه أمام الله.
أحكى هذه القصة بالرغم من بساطتها لأدلل منها كم كان أحمد شفيق كامل يراعى الله فى كل تصرف صغيراً كان أو كبيراً، ولا أنسى له حين أصابنى مرض أقعدنى شهورا عن الحركة، كان يتصل بى تليفونيا ليطلب منى ترديد الآية: "أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين" صدق الله العظيم، كان يطلب منى قراءتها 70 مرة حتى يستجيب الله لدعوات شفائى، أضف إلى ذلك أن الشاعر اعتزل كتابة الشعر بفضل نصيحة صديقه الداعية الكبير محمد متولى الشعراوى الذى قال له: "عملت للدنيا كتير واعمل لأخرتك يا أحمد"، واستقبل منه النصيحة على نحو اعتزال الشعر.
وأذكر كل ما سبق ولدى غيره، ليمتد ذلك إلى شهادته التى قالها بخصوص حب الشيخ كشك للغناء، ولا أدرى ما العيب فى ذلك، خاصة وأن الرجل كان ينتقى ما يحبه كما تحدث مع الموسيقار عمار الشريعى، واعترف له أنه يحب برنامجه المحترم "غواص فى بحر النغم"، وأنه يحب أم كلثوم فى أغانيها "إلى عرفات" و"نهج البردة" وغيرهما من الأغانى "السنباطية".
من الممكن أن أفهم غضب الذين علقوا على موضوعى بأنه يندرج تحت رفضهم الدينى للغناء، وعن هذا يوجد كلام كثير ليس هنا مجال مناقشته الآن، لكن أن يمتد الأمر إلى تكذيب كلام لرجل بهذه التقوى والورع فهذا ما لا يليق أبدا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة