فى شهر يوليو دافعت بكل عزم عن قافلة المعونات الإنسانية لإخواننا فى غزة بمشاركة النائب البريطانى السابق جورج جالاوى، وكانت مسيرتها مُعطلة فى مصر. لم يتزعزع موقفى من ضرورة مناصرة إخواننا فى كل الأراضى الفلسطينية بأى وسيلة، ولكن لايمكننى هذه المرة الدفاع عن موقف جالاوى المنظم لقافلة «فيفا فلسطين 3» التى توقفت نهاية الأسبوع الماضى فى العقبة مصرة على دخول مصر عبر ميناء نويبع. قد يصعب علينا أمام كل ما يخفف ولو قليلاً على إخواننا الفلسطينيين أن نلتفت إلى أمور أخرى ما قد يجعلنا ندافع باستماتة عن مرور قافلة جالاوى مهما كان الثمن، ولكننى أرى أنه علينا أن نتوقف عند بعض النقاط، على رأسها أنه لايُسمح لأى شخص مهما كانت أهدافه سامية أن يراوغ ويكذب ويحاول تقليب العالم ضدنا لفرض إرادته فى مواجهة ما تقرره الدولة، بغض النظرعن قناعتنا بمدى تلبية الحكومة لطموحاتنا فى تعاملها مع القضية الفلسطينية.
أطلقت مؤسسة فيفا فلسطين عبرموقعها الإلكترونى حملة هجوم ضد مصر، تنازل فيها جالاوى تماماً عن أسس المصداقية التى رسختها مؤسسة بلده BBC فى العالم كله لينافس بحملته فقط أردأ صحفنا الصفراء، فنشر أخباراً ناقصة ليخفى جانباً من الحقيقة حتى ينجح فى استعطاف القلوب والضحك على العقول. تُصور الحملة جالاوى والمشاركين فى القافلة وهم حوالى 400 من 20 دولة، «كبؤساء فيكتور هيجو» الذين تركتهم مصر «الشريرة» بلا قلب فى صقيع ليلة الكريسماس، وكانت هدية عيد الميلاد المصرية لهم هى منع العبور على حد قولهم. لم يذكر جالاوى حقائق فاصلة وهى أن السلطات المصرية أبلغته قبل انطلاق القافلة من لندن فى7 ديسمبر أن مصر ترحب بالقافلة، وأن عليه الدخول عبر ميناء العريش، وأنه كأى بريطانى من بلاد البيج بن تضبط عليه ساعتك وتتعلم منه الانضباط وفنون التنظيم، لم يلتفت خلال تنظيمه للقافلة وطوال الأسابيع الماضية إلى تحديد السلطات المصرية لميناء العريش، وأنه النائب السابق فى أحد أعرق البرلمانات الأوروبية لا يعير أى احترام لقرارات وآليات دولة سيادية.
لم يلتفت جالاوى إلى كل ذلك بل بعث برسالة إلى سفراء الدول العشرين التى ينتمى لها المشاركون فى «فيفا فلسطين 3» يشتكى لهم سوء المعاملة المصرية، كما أطلق على الفيس بوك «جروب أوقف مصر من عرقلة الإغاثة» الذى يدعو إلى الاتصال بالبعثة الدبلوماسية المصرية فى لندن للتعبير عن الاستياء. هذه المآخذ على أسلوب جالاوى لا تمنعنى على الإطلاق أن أتساءل باستياء لماذا لا أرى فى هذه القافلة الإنسانية علم مصر مع علم الأردن وسوريا وتركيا وبريطانيا؟ لماذا لا تساهم المؤسسات المصرية؟ لماذا لا تُطلعنا وتُقنعنا وزارة الخارجية أو وزارة الإعلام على تفاصيل ما حدث ويحدث مع هذه القافلة وإن كانت هناك خلفيات سياسية وراء تمسكنا بعدم مرورها من نويبع؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة