ماهر عبد الواحد

إلى الأمام يا أوكامبو

الخميس، 26 مارس 2009 05:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر، سجون متلاصقة سجان يمسك سجان، هذا هو التوصيف الشعرى العبقرى لوطننا العربى كما قاله الشاعر العراقى العظيم مظفر النواب، والأكثر دموية وقتلا ما يحدث خلف جدران الزنازين العربية، فالعراق كان فى عهد صدام حسين قلعة للظلم والبطش بالشعب والمعارضة وبالخصوم السياسيين وجرائم إنسانية ضد الأكراد، دفع صدام جزءا من ثمنها بإعدامه، فى ليبيا لا صوت يعلو فوق صوت العقيد وأولاده، طيلة أربعة عقود، وفى تونس الخضراء قفز زين العابدين إلى الحكم بعد تقديم شهادات طبية مفادها أن الرئيس الحبيب بورقيبة أصابه الخرف، ولم يعد أهلا للحكم، سوريا ما هى إلا سجن كبير أقفاله ليست أغلظ من قلوب وعقول الحكام العرب مجتمعين، فى الخليج العربى يعيش الوطن العربى عصر الرق والعبودية.

ومع أول جلسة للحساب لا يهم من مع من، المهم أن هناك من يحاول إيقاف عجلة القتل وأن نرى ما تفعله الأبدان التى يسلطها الله على الأبدان الأخرى، لكن المضحك رغم أننا أكثر شعوب الأرض كرها للظلم إلا أننا أيضا أكثر شعوب الأرض تقديسا للظلم وللظالمين نرفعهم إلى مرتبة الصديقين والشهداء، وكم من بطل عربى كتب كفاحه بدم الشعب العربى.

لكن الحساب واجب وليست كل الذنوب سيعاقب الله مقترفيها يوم الآخرة.. بالتأكيد هناك من سينالون جزءا من العقاب على الأرض التى خلقها الله وليست الأرض التى زرعوها سجونا وأسلاك شائكة، وأحاطوها بأسوار عالية يحرسها عسكر يكتبون التاريخ بالهراوت على حساب إنسانية الباحثين عن الحرية، يقول بن عربى عندما تتسع الرؤية تضيق العبارة وحكامنا اتسع حكمهم وضاق أفقهم فلا يرون إلا مقاعد الحكم حتى آخر مواطن عربى.

فإلى الأمام يا أوكامبوا فنحن لا نستبدل ظلما بظلم ولا نتوهم أن الحرية قادمة من فوق منصات المحكمة الجنائية الدولية، لكن لابد من نهاية لهذا الكابوس الممتد من البحر إلى البحر، ونقترح على السيد أوكامبوا المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية حتى لا يغضب حكامنا أن يبدأ فى عقابهم على ما فعلوه بنا حسب الحروف الأبجدية أو بالأكبر سنا أو بالأكبر مقاما أو بالأثقل وزنا، المهم أن يبدأ وألا يكون الرئيس السودانى هو الأخير، فإلى الأمام يا أوكامبو.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة