أميرة عبد السلام

الإضراب فشل برغبة المصريين .. وليس بسبب الأمن

الإثنين، 06 أبريل 2009 07:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استيقظ المواطن المصرى فى ميعاده اليومى، هناك من ذهب إلى عمله أو مدرسته، فلم يبقَ المواطنون فى بيوتهم، لم يعلقوا العلم المصرى على شرفة منازلهم، لم يرتدوا ملابس الحداد السوداء، فعلياً فشل الإضراب على أرضية واقع المواطن المصرى العادى.

أما السادة النشطاء الذين اختاروا الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات لتكون وسيلتهم للمشاركة فى الإضراب، فقد اختاروا الخيار الخطأ، فمعنى الإضراب من وجهة نظرى اليسارية التى يصفها الكثير بـ "المتطرفة"، أن تتوقف ماكينات المصانع عن الدوران فلا نسمع هديرها المعروف، ولا نرى وجوه العمال المألوفة، لأنهم يبقون فى منازلهم محتجين، هذا هو معنى الإضراب، والفرق شاسع بين الإضراب والاحتجاج.

حتى لو كان الإضراب مجرد احتجاج، فقد تعامل الأمن معه، ولأول مرة، بطريقة مهذبة، لم يمنع أحداً من التظاهر أو حتى الاحتجاج أو حتى الإضراب، ولكنه ترك للمواطن للمرة الأولى حرية الاختيار التى استخدمها بشكل إيجابى أو سلبى، المهم أن المواطن المصرى استخدمها فعلياً.

شباب 6 أبريل من حقهم أن يختاروا النهاية التى تناسبهم لهذا اليوم، فى المقابل من حق المواطن المصرى أن يحدد قراره الذى أكد بممارسته كافة أوجه حياته اليومية، إن الإضراب فشل، ولكنه فشل هذه المرة بناءً على رغبة الشعب وليس بناءً على القمع الأمنى.

الأمن لم يمنع أحداً من الإضراب، الناس هى التى اختارت أن تمارس حياتها بصورة طبيعة فى يوم الإضراب، لتسقط عنه صفته ليصبح 6 أبريل مجرد يوم عادى من أيام شهر أبريل الشهير بكذبته، والتى تحولت هذا العام إلى "كذبة الإضراب"، الذى لم تكتمل جوانبه وأهدافه ولا حتى أبطاله.

فأنا لا أتذكر شيئاً فى ذكرى 6 أبريل سوى رائحة دم الشهيد أحمد على مبروك الذى فقد حياته منذ عام من تاريخ اليوم، ليسجل اسمه فى لائحة شرف شهداء الوطن، ولكن نساه أبطال الإضراب، الذى كان لابد أن يسمى باسمه، فقد قدم روحه فى مثل هذا اليوم، لم يكتفِ بالتلويح فى وجه الأمن، أو الصراخ بالجملة الشهيرة "يسقط يسقط حسنى مبارك" التى أصبحت مثل الساعة لا تقدم ولا تأخر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة