فى الفقد مواجع وآلام لا يشعر بها إلا صاحبها، ورغم الإيمان بالله المالك القادر إلا أننا فى الفقد نتمنى لو أن ما نحبهم لا يغيبون عن العين لحظة واحدة، يذهب الأحباء صغارا فنتذكر كم كنا نحلم لهم بدنيا واسعة أكبر وأعظم من تلك التى عشناها، يذهب الأحباء صغارا فنشعر بأن البراءة فينا قد ذهبت معهم، لا شىء يعوض ضحكة طفل بريئة يدفع الأب صغيره إليها حتى يضحك هو الآخر من كل قلبه، ولا شىء يساوى فرح الأب والأم وهما يشاهدان طفلهما الصغير يكبر يوما بعد يوم، ولا شىء يساوى فرحهما حين يتلقيان إشادة من مدرسة بنبوغ صغيرهما، ولا شىء يساوى سماعهما إلى كلمة إطراء من صديق أو جار أو حتى عابر سبيل عن خفة دم وشقاوة صغيرهما.
الصغار هم بهجة الآباء والأمهات، هم الشهود على أن للحياة طعما مختلفا يزيد من حبها والعمل من أجلها، وفى الطريق إلى الإبقاء على ذلك يكد الآباء والأمهات من أجل صغارهم حتى يكبرون. تلك كلمات لا تنتمى إلى لغة الإنشاء، وإنما هى مشاعر طبيعية نقولها ونتذكرها فى أوقات محن فقد الصغار، أيا كانت مراتب آبائهم وأمهاتهم وكل عائلتهم، فى هذه الأوقات تتراجع الخلافات، وتتوحد مشاعر الحزن، يبحث الكل عن كلمة طيبة تقال فى حق الفقيد، وكلمة صبر للمصابين. الدعاء بالصبر للأب علاء مبارك فى فقد ابنه محمد، والدعاء بالصبر لجده محمد حسنى مبارك، وإلى الجنة أيها الصغير محمد قرة عين أبيك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة