كوارث مستشفيات الحكومة تبدأ بموت الأطفال خنقا وحرقا فى الحضّانات.. وتنتهى بجراحات دقيقة على ضوء «الموبايل» بعد انقطاع الكهرباء

الخميس، 13 أغسطس 2009 04:24 م
كوارث مستشفيات الحكومة تبدأ بموت الأطفال خنقا وحرقا فى الحضّانات.. وتنتهى بجراحات دقيقة على ضوء «الموبايل» بعد انقطاع الكهرباء
كتب وائل ممدوح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تفوق آلام المرض فى مصر إلا آلام مستشفيات الحكومة، التى تكوى البسطاء الذين لا يملكون ترف العلاج فى مستشفيات النجوم الخمسة. موت أطفال رضع بالحضّانات بسبب انقطاع الكهرباء عن بعض المستشفيات، وأخطاء الأطباء القاتلة فى التشخيص والعلاج والجراحات، حوادث تتصدر صفحات الصحف الأولى باستمرار لتعكس واقعا شديد القتامة، تؤكده روايات عسيرة التصديق -لولا تكرارها وثبوت بعضها بالصوت والصورة- من المرضى والأطباء على السواء.. مقاطع الفيديو التى تصور اللحظات الأخيرة لحياة الأطفال الرضع بمستشفى المطرية، الذى مازال الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، يؤكد أنه لا يخص مستشفى تابعا لوزارته، أحد أبرز هذه الحوادث، بعد توثيقها للمرة الأولى بالصوت والصورة، رغم تكرار هذا الحادث فى العديد من المستشفيات مثل مستشفى بنها الجامعى الذى توفى فيه طفل بعد نشوب حريق بقسم الحضانات بسبب ماس كهربى، وهو ما تكرر بمستشفى الشاطبى بالإسكندرية، ليودى بحياة 10 أطفال، وهو المستشفى نفسه الذى لم يجد فيه والد الطفلين «عبدالرحمن» و«ريتاج» مكانا لهما بحضّانته، ليدور بهما على مستشفيات الإسكندرية فى 2006، ليموت «عبدالرحمن» بين يديه، وتتدهور حالة «ريتاج» بدرجة كبيرة.

ولا تتوقف كوارث المستشفيات العامة عند حوادث الإهمال، التى يمكن تفسيرها فى بعض الحالات على خلفية الإمكانات المتدنية، ونقص الأجهزة والأدوية، بل يصل الأمر إلى حوادث لا يمكن تفسيرها إلا بالإهمال المتعمد، والاستهانة بأرواح البسطاء الذين يلجأون إلى مثل هذه المستشفيات، لتلقى العلاج بالمجان ويضطر البعض منهم إلى شراء أدوية أو شاش طبى، أو خيوط جراحية من الصيدليات الخارجية لعدم توافرها بصيدلية الاستقبال، فضلا عن المعاناة الأكبر مع حوادث الإهمال المتكررة التى تضاعف آلام البعض وتزيدها ألما.. والتى كان آخرها حادث انقطاع الكهرباء عن مستشفى بولاق الدكرور أثناء إجراء عدد من العمليات الجراحية ماثلا بالأذهان، خاصة مع تأكيدات بعض أطباء المستشفى عدم وجود مصدر احتياطى للكهرباء بالمستشفى، وهو ما تسبب فى فشل بعض العمليات الجراحية، لدرجة قيام الأطباء بإغلاق بطن مريض دون إتمام الجراحة له على ضوء الكشافات.

كوارث المستشفيات العامة، وحادث موت الأطفال الرضع بمستشفى المطرية تحديدا دفعا صحيفة ليبراسيون الفرنسية إلى نشر تقرير مفصل عن أوضاع المستشفيات الحكومية المصرية فى 2007، تحت عنوان «الوضع الصحى فى مصر.. إهمال جسيم وأخطاء قاتلة».

ما رصده تقرير الصحيفة الفرنسية اتفق معه الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء، الذى اتهم ضعف الإمكانات والمخصصات المالية لقطاع الصحة، بالتسبب فى تدهور حال الطب فى مصر، وتدهور المستشفيات العامة تحديدا، مؤكدا أن أكثر من %90 من مشاكل المستشفيات متعلقة بالأسباب الثلاثة السابقة، وتساءل نقيب الأطباء: «الميزانية الحالية قد إيه؟.. وفيها عجز كام عن المطلوب للوفاء بمستوى خدمة لائق ومناسب؟!».. وأشار السيد إلى وصول عجز قطاع الصحة فى الموازنة العامة لهذا العام إلى 7 مليارات جنيه، وهو ما دفعه للتساؤل من جديد «إزاى المستشفيات الحكومية تقوم بدورها من غير إمكانيات مادية، فى نفس الوقت اللى بتواجه فيه عجز ومشاكل فى الأجهزة والأدوية ورواتب الأطباء؟!».

لمعلوماتك...
40 مليار جنيه يتم إنفاقها سنويا على الصحة ، تتحمل الحكومة منها 15 مليارا









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة