"آخر يهود الإسكندرية" الرواية الأولى للمخرج معتز فتحية، والتى صدرت منذ أيام فى طبعة ثانية عن دار "اكتب"، بعد أن نفدت طبعتها الأولى، الرواية تناولت اليهود فى مصر فى فترة الأربعينات، وقدمت نمطا مختلفا عن النمط الذى قدمته العديد من الروايات والأعمال السينمائية، حيث أبرزت الرواية حالة التعايش والتسامح التى تمتع بها أصحاب هذه الفترة فى مصر، خاصة فى مدينة الإسكندرية التى عاش فيها اليهودى والمسيحى والمسلم تحت سماء واحدة فى سلام، وتقبل كل منهم الآخرعن الرواية وتناول اليهود فى الأدب المصرى بشكل عام، كان لنا هذا الحوار مع المخرج معتز فتيحة كاتب "آخر يهود الإسكندرية".
لماذا اخترت الكتابة عن اليهود فى أولى أعمالك الروائية؟
كنت أبحث عن مفهوم الآخر فى المجتمع المصرى خلال فترة الأربعينات، كما كنت أحاول رصد سمات هذه المجتمع خلال هذه الفترة ومراحل التطور التى مر بها هذا المجتمع، ومن منطلق بحثى عن مفهوم الآخر، وجدت أن هذا المفهوم بالنسبة للمصرى يتمثل فى اليهود، ومن هنا قررت تناول الآخر فى هذه الفترة والمتمثل فى اليهودى.
كيف ترى تناول الأدب بشكل عام لليهود؟
الأدب المصرى تناول الشخصية اليهودية بشكل نمطى للغاية، وقدم صورة واحدة له، وهى أن كل اليهود جواسيس وخونة وطابور خامس، لكن الرواية حاولت إلقاء الضوء على التعددية وعدم تعميم نمط معين لجميع الطوائف.
قلت فى حديث لك من قبل أن العلاقة بين اليهود ومصر أسطورية، كيف ذلك؟
اليهود يعتبرون مصر وطنهم الأصلى وذلك يتنافى مع الحقائق، وسبب اعتقادهم هذا هو نزول الوصايا العشر فى سيناء، لكن علاقة المواطن اليهودى بالمصرى تختلف عن ذلك، فكانت مصر لا تفرق بين أبنائها قبل ثورة يوليو، وكان المصرى فقط مصريا مهما كانت ديانته، والكل يعيش فى سلام دون النظر للديانة، لكن بعد ذلك العلاقة انتهت وأصبح هناك اليهودى والمسيحى والمسلم.
كيف ترى حالة التعايش التى كانت قديما فى مصر، وما الذى حدث الآن حتى نرى كل هذه النعرات والخلافات الطائفية؟
فى اعتقادى الشخصى أن ظهور دولة إسرائيل والحركة الصهيونية هى السبب فى العداء بشكل عام، هذا فيما يتعلق باليهود، أما فيما يتعلق بالمسيحيين فلا توجد سوى حالات فردية، وهناك تعايش بينهم وبين المسلمين حاليا.
تحدثت عن اليهود وعلاقتهم بالمسلمين والمسيحيين بالإسكندرية، فهل كانت نفس العلاقة بينهم فى القاهرة، أما أن الإسكندرية هى صانعة هذه الحالة من الحب والتعايش؟
تقبل الآخر كانت سمة المجتمع المصرى بشكل عام فى كل مكان خلال هذه الفترة، ليس فى الإسكندرية أو القاهرة فقط، فهى كانت تمثل حالة من الحب والتعايش الحقيقيين، فأبناء الدولة إخوة على مختلف ديانتهم.
وهل للأدب دور فى استعادة هذه الحالة؟
لا يمكن للأدب أن يستعيد حالة، وإنما ذلك دور الكتاب والأدباء المستنيرين من خلال إلقاء الضوء على الحالات الإنسانية التى تؤكد أننا مازلنا قادرين على تقبل الآخر مهما كانت ديانته، فعلينا أن نضع دائما النماذج الإيجابية، وأن نجعل الشعوب تتذكر وتفكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة