يحق للفنانة برلنتى عبد الحميد أن تدافع كما ترى عن زوجها الراحل المشير عبد الحكيم عامر، وأن تقول كلاما حول عدم مسئوليته عن نكسة 5 يونية عام 1967 رغم أنه كان وزيرا للحربية وقائدا للقوات للمسلحة ، لكن لا يحق لها أن تصادر الآراء الأخرى التى تحمله مسئولية النكسة، كما لا يحق لها أن تتهم الآخرين الذين يعتزمون وضع أعمال فنية تخالف وجهة نظرها فى القضية، باتهامات عنيفة، لأن الموضوع ببساطة لا يخضع لوجهة نظر واحدة هى وجهة نظرها.
فى يوم الخميس الماضى وفى صحيفة الوفد حكمت برلنتى مسبقا على فيلم "الرئيس والمشير" الذى يسعى المخرج خالد يوسف إلى إخراجه بأنه سيكون فيلم "هايف وتافه"، وقالت فى تبريرها على ذلك:"من يكون خالد يوسف حتى يقدم فيلما عن المشير عبد الحكيم عامر".
وأضافت عن ممدوح الليثى كاتب السيناريو: "ماذا يعرف الليثى عن حياته وذكرياته وقراراته الحاسمة"، وذكرت فى تبريرها لهذه الأحكام القاطعة منها أن المستندات الخاصة بعبد الحكيم عامر مازالت فى حوزتها ولم يطلع عليها أحد.
وتبدو حرب برلنتى الجديدة اقرب إلى حرب فنية، رغم أنها تعطيها نكهة سياسية، والسبب هو ما سبق تداوله بأن كاتب السيناريو مصطفى محرم يعد بالاتفاق معها كتابة سيناريو حول نفس الموضوع، وضمن ما قاله محرم تعليقا على ذلك أنه سيلقن الناصريين درسا لأنه سيقول الحقائق التى تنصف عامر عن مسئوليته عن النكسة، وبهذا الرأى يبدو أن محرم وبرلنتى يصران على التعامل مع القضية بوجهة نظر واحدة، وطالما الأمر يسير على هذا النحو فلا لوم على من يتحدثون بوجهة نظر مخالفة.
وفيما يتعلق بسيناريو فيلم "الرئيس والمشير" الذى يكافح خالد يوسف لإخراجه، كان لى حظ اطلاعى عليه كاملا، وهو سيناريو رفيع المستوى، يلتقط العلاقة الإنسانية التى جمعت عبد الناصر وعامر منذ تخرجهما من الكلية الحربية ، ويغوص فى الأعماق الإنسانية لهما والتى كفلت لهذه العلاقة الاستمرار حتى وفاة عامر بعد نكسة يونية.
وأجمل ما فى السيناريو أنه يسير بالتوازى بين الأحداث السياسية التى عاشها الطرفان، ودقائق التواصل الإنسانى بينهما بالدرجة التى تشعر فيها أن هذه الصلة هى التى تغلبت على كل ما تحمله السياسة من خلاف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة