قطب العربى

تحولات موريس

الجمعة، 22 أكتوبر 2010 07:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف المحامى موريس صادق رئيس ما يسمى بالجمعية القبطية المصرية، ولا يهمنى بعد ذلك أن ينكر هو معرفته بى، فقد كانت بينى وبينه علاقة طيبة إبان وجوده فى مصر، زرته فى بيته المتواضع الذى هو فى الوقت نفسه مكتبه فى شبرا، ودعوته مرات عديدة للمشاركة فى بعض الفعاليات السياسية ولبى الدعوة، كنا حريصين على الحوار حول الهموم الوطنية المشتركة، ورغم أنه كان دائما يركز اهتمامه على الشأن القبطى، إلا أننى كنت أنصحه بأن يناقش قضيته فى إطار الهموم العامة للمجتمع، وكان يتجاوب فى أحيان كثيرة، لكن ما إن وطأت قدماه الأرض الأمريكية حتى كشف عن وجه عدوانى فظيع تجاه بنى وطنه، وراح يعلن ولاءه التام للعدو الصهيونى بدون مواربة، ويدعو الأقباط المصريين إلى دعم الكيان الصهيونى، كما يدعو ذلك الكيان لبسط سلطته تماما على كل القدس وغزة والضفة الغربية، بل واحتلال ما يستطيع من أراضٍ عربية أخرى.

ما الجديد الذى دفع موريس لهذا التحول الخطير بحيث أصبح يستحق تقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة الخيانة لوطنه ولشعبه ولدينه؟! وليس فقط مجرد إسقاط عضويته فى نقابة المحامين، فمشاكل الأقباط هى هى لم تتغير منذ كان موريس مقيما فى مصر وبعد لجوئه إلى الولايات المتحدة، كان يتحدث عنها فى مصر بكل حرية، بل كان يكسب مناصرين وطنيين ومخلصين لقضيته فى مصر أفضل من المناصرين الزائفين فى واشنطن الذين يستغلون مشاكل الأقباط لأهداف تتعلق بإستراتيجياتهم الكونية.

الجديد هو الضخ المالى المتدفق من مصادر عديدة داخل واشنطن وخارجها، والذى يزداد كلما علت نبرة العداء لمصر والعرب والمسلمين، وكلما زادت درجة الدعم والتأييد للكيان الصهيونى.

هذه الأموال هى التى دفعت موريس صادق لإعلان دعمه اللا محدود للكيان الصهيونى والذى كان أحدث حلقاته بدعوته للمسيحيين المصريين للتبرع بملايين الدولارات لإسرائيل لدعم أمنها وسياساتها كدولة يهودية، وفقا لما نشره موقع "عنيان ميركازى" الإخبارى الإسرائيلى.

ومن قبل هذا الموقف وصف موريس صادق إسرائيل بأنها القدوة والمثل لحماية الأرض والعرض، معتبرا أن المتضامنين مع غزة يمارسون عملا إرهابيا ضد إسرائيل!، كما سبق له إصدار بيان يهنئ فيه إسرائيل بمناسبة "عيد استقلالها"، ويتمنى بأن تتمكن من تحرير الضفة وغزة من الفلسطينيين، وتحرير القدس من الغزاة العرب، لتكون عاصمة موحدة لدولة إسرائيل العبرية"!!، مدعيا أن الأقباط يتطلعون لليوم الذى تتحرر فيه مصر من الاحتلال العربى كما تحررت إسرائيل من الاحتلال العربى.

موقف موريس يشبه تماما موقف الخائن المعلم يعقوب الذى شكل فيلقا مساندا للحملة الفرنسية إبان غزوها لمصر، لكن كلا الموقفين مرفوض من غالبية المصريين بمسلميهم ومسيحييهم، وقد خرج يعقوب من مصر هاربا بسبب "فعلته" المشئومة، ولن يستطيع موريس أن يعود إلى مصر بسبب "فعلته" المشئومة أيضا.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة