من الممكن أن نضع الكابتن والإعلامى طاهر أبوزيد الذى يخوض انتخابات مجلس الشعب للمرة الأولى، على طاولة المشهورين الذين تسبقهم شهرتهم إلى الناخبين، ومن الممكن أن نتحدث كثيرا حول أنه من النجوم الاستثنائيين فى تاريخ الكرة المصرية، وأن الجماهير الأهلاوية والزملكاوية يحبونه لهذا السبب، وأنه كان عضوا فى مجلس إدارة النادى الأهلى بأصوات أحبته، فحملته إلى المقعد الذى حافظ على هيبته ومسؤوليته، وعبر من خلاله عن آراء يحكمها ضميره الراقى.
ومن الممكن أن نتحدث عن طاهر أبوزيد بوصفه إعلاميا ناجحا اشتهر برصانته وحياديته فى برامجه على شاشة التليفزيون المصرى، أضف إلى ذلك أنه فضل تليفزيون بلاده على كل العروض المغرية التى تأتيه من كل الفضائيات العربية الأخرى.
من الممكن أن نقول عن طاهر أبوزيد كل ما سبق وأكثر منه، لكن الجديد عنه أنه يقدم نفسه هذه المرة مرشحا، ليكون نائبا برلمانيا عن دائرة يعرفها وتعرفه منذ أن ولد فيها عام 1962، وتربى فى أزقتها فحمل سمات أهلها فى الشهامة والرجولة التى اشتهر بها أهل شبرا عبر تاريخها.
بدأ طاهر فى شق طريقه السياسى متسقا مع تكوينه الشخصى «المعارض» فانضم إلى حزب الوفد، وخالف بذلك نظرة تقليدية من الرأى العام إلى معظم مشاهير الفن والكرة والبيزنس، بأنهم يفضلون شق طريقهم السياسى تحت عباءة الحزب الوطنى منعا لوجع الدماغ.
اختار طاهر «الوفد» رغم أنه يعمل فى تليفزيون الدولة، ورغم صلته الوثيقة بأركان هامة فى الحكومة، ليستكمل مسيرة جده المعارض البرلمانى الفذ ممتاز نصار، الذى تولى زعامة المعارضة تحت قبة البرلمان فى نهاية السبعينيات حتى الثمانينيات من القرن الماضى، وكان ينجح بإرادة أبناء دائرته فى البدارى بأسيوط، وفشلت معه كل محاولات إسقاطه بالتزوير، والمؤكد أن طاهر بهذا الاختيار أراد أن يضع نفسه فى الهامش الذى يحرره من الالتزام بالموافقة على كل ما تفعله الحكومة، ووفقا لذلك سنراه رافضا لطبخ القوانين من ترزية الحكومة، وسنراه مدافعا عن الحقوق الديمقراطية للناس، وسنراه مدافعا عن الوحدة الوطنية والعلاقة الصحية بين المسلمين والأقباط، وتلك هى شعارات حزب الوفد الأساسية.
وإذا كانت هذه بشائر طاهر، فالثقة فى أنه ينتبه إلى أن النواب الذين نجحوا ونسوا العهد الذى انتخبهم الناس على أساسه، يدفعون الثمن غاليا، وإطلالة واحدة على نوعية الشعارات التى يخوض بها طاهر معركته الانتخابية، تؤكد أنه يعرف جيدا كيف يحافظ على عهوده، فبالإضافة إلى أنه رفض أسلوب الدعاية بالذبائح وتوزيع الشنط، عملا بالمبدأ الدينى الجميل الذى يشدد على ألا تعلم اليد اليسرى ما تتصدق به اليد اليمنى، أقول بالإضافة لذلك يطرح طاهر شعارات جميلة أبرزها: «الصدق هو الحل»، «صوتك يقطع رقبة الفساد»، «كرامة الناخب قبل كرامة النائب»، «لا تغيير دون تصويت».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة