ماهر عبد الواحد

" يا رب نيح نفس مكاريوس"

الخميس، 25 نوفمبر 2010 02:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبقى القانون هو الحد الفاصل والحكم بين المسموح واللا مسموح، لكن تبقى روح القانون هى الأكثر سمواً ونبلاً وحكمة وشرفاً من رصاص الأمن وهراوته، الإخوة الأقباط الذين تصادموا مع الأمن صباح الأربعاء وتبادلوا الرشق بالحجارة، نعترف أنهم خالفوا القانون وتعدوا عليهم جهاراً نهاراً، لكن هذا ليس مبررا على الإطلاق لأن نطلق الرصاص الحى لنردى أحدهم قتيلاً، ونصيب 25 منهم بالعصى والهراوات والقنابل المسيلة للدموع والحجارة، فكل الأمور قابلة للنقاش والخلاف وفهمنا لها واتفاقنا حولها يظل نسبى حتى تقوم الساعة، مثل الأديان تماماً، آراء ستصفهم بالتعصب واختلاق أزمة وزعزعة لحالة الأمن فى ظروف بالغة الحساسية الدولة مقبلة فيها على انتخابات برلمانية تبدو ساخنة، وآراء تراهم أناسا ملوا من المماطلة فى ظهور قانون يسمح لهم بإقامة دور للعبادة، بعيدا عن الروتين الحكومى، لكن يبقى الإنسان سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما أو صاحب أى معتقد آخر أو بلا أى معتقد هو أرقى مخلوقات هذا العالم، دمه حرام، لا يجب أن نقتله، فروحه ملك لخالقها، وليست لعبة لقناص أراد أن يجرب قدرته على القنص أو أراد أن يقتل المتظاهر ليخاف من يراوده عقله فى التظاهر، مكاريوس الشاب القبطى الذى لم يكمل العشرين والذى لقى حتفه برصاص الأمن، هو واحد منا، له أصدقاء منا، وجيران من أهلنا مسلمين ومسيحيين، فهناك فى الصعيد أم مسكينة فى جرجا بمحافظة سوهاج تنتظر جثمان فقيدها لتواريه التراب، لكن تظل ذكرى قتله محفورة فى قلبها، مكاريوس بالتأكيد ضحية لحالة التعصب العفنة التى تعيشها مصر الآن، وضحية لعصا الأمن ورصاصه الذى لم يعد يفرق بين مسلم ومسيحى ولأننى مسلم أدعو لمكاريوس "اللهم اغفر له ذنوبه وادخله الجنة من غير سابقة عذاب"، ولأننى مصرى أدعو له "نيح يا رب نفس عبدك فى فردوس النعيم مع آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة