لا أعرف من أين يأتى الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب المصرى، بكل هذا اليقين بأن البرلمان الجديد سيكون قويًا رغم قلة عدد نواب المعارضة.
طرح سرور هذه الرأى فى برنامج"مصر النهاردة" واستند على أن قوة البرلمان ستأتى من أنه ستنشأ فيه معارضة داخلية، أى أن الحزب الوطنى الذى حصد كل مقاعد البرلمان تقريبًا، سيخصص عددًا من نوابه يقومون بدور المعارضين، ولأنه دور مصطنع ومزيف، فالحق أننا لن نرى معارضة ولا يحزنون، فليس من المنطقى أن يسمح الحزب الوطنى لأحد نوابه بكسر القاعدة ويقدم مثلا استجوابًا ضد الحكومة، يطالب فيه بسحب الثقة منها، وليس من المنطقى أن يسمح لنوابه بكسر الخطوط الحمراء التى كان يكسرها نواب المعارضة الذين تم إسقاطهم بالبلطجة وتقفيل الصناديق وكافة أشكال التزوير الأخرى، وليس من المنطقى أن يسمح الحزب الوطنى لأحد نوابه باتهام الحزب بأنه السبب الأول فى ضعف الحياة السياسية المصرية، ولأن كل هذا لن يحدث يأتى كلام الدكتور سرور كنوع من العلاقات العامة، واستمرارًا لأكاذيب أخرى أطلقها الحزب الوطنى قال فيها إن الحزب اكتسح الانتخابات نظرًا لشعبيته الكبيرة.
التعليق على كلام الدكتور سرور لا يأتى من باب أنه ذكر كلاما مفاجئا، فهو يقول أكثر منه، وإنما لأنه يعبر عن حالة انفصال مع الواقع، والدليل أنه لا يتعامل إلا مع رواية واحدة فى الانتخابات وهى الرواية الرسمية التى تقول إن الانتخابات تمت بنزاهة وشفافية، وأن كل ما تردده المعارضة من اتهامات هو سيل أكاذيب تدارى به خيبتها، ولأن التزوير كان فى كل الدوائر على عينك يا تاجر، وشاهده الناخبون دون مواربة، فالأجدى بالدكتور سرور أن يصمت، أو أن يبحث عن أى وسيلة أخرى فى الدفاع عن المجلس، الذى فاز برئاسته بكل الأصوات باستثناء صوت واحد أعطاه منافسه لنفسه، وخرج الحزب الوطنى ليقول إن انتخاب سرور كان قمة الديمقراطية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة