فاطمة خير

من شبكة الإنترنت.. إلى شاشة التليفزيون

السبت، 25 ديسمبر 2010 07:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سريعاً جداً، أسرع من المتوقع، وربما لم يكن متوقعاً أصلاً، انقلبت الآية، فلم تعد القاعدة هى أن تنقل شبكة الإنترنت عن شاشة التليفزيون، بل أصبح التليفزيون هو الذى ينقل عن شبكة الإنترنت!

صحيح أن عدداً من المقاطع المصورة التى تم بثها على شبكة الإنترنت، حظى باهتمام على شاشة التليفزيون؛ إلا أن ما حدث الأسبوع الماضى، فى إحدى حلقات برنامج «الحياة والناس»، يعلن بوضوح أن البث المصور على الإنترنت هو «الوحش القادم»، خاصة أنه يتمتع بخاصية الـVOD (فيديو عند الطلب)، التى لا تتصف بها شاشات التلفزة، حيث يمكن بسهولة استعادة المقطع المصور ومشاهدته العدد الذى ترغبه من المرات، أى أنه يحمل سحر الإنترنت المتمثل فى قدرته على منحك ما تريد، وقتما تريد!

فى برنامجها، أذاعت الإعلامية القديرة رولا خرسا، الفيديو القصير الذى حاز الاهتمام الأكبر من رواد الإنترنت فى الأيام الماضية، والذى يصور امرأة سودانية تتعرض للجلد، تنفيذاً لعقوبة فُرضت عليها بسبب ارتدائها «البنطلون»!، وتظهر المرأة المسكينة وهى تحاول الهرب، بينما تحيطها مجموعة من الرجال، ينظرون إليها دون تعاطف، وهى تتلوى تحت تأثير الضرب بالسياط، ويطلب بعضهم منها أن تمتثل لتلقى العقوبة، كى ينتهوا من عملهم، ويعودوا إلى بيوتهم!

طبعاً.. منتهى الإحساس بالإهانة، ومصيبة الظهور كمجتمعات متخلفة، وغيرها من الأحاسيس المؤلمة، هى ما شعرت به عن نفسى كلما شاهدت المقطع المصور، فى كل مرة تم بثه فيها من خلال موقع إلكترونى أو شبكة اجتماعية، هو شعور تشاركت فيه كل النساء السودانيات اللاتى خرجن فى تظاهرة للتضامن مع المرأة المسكينة، وبالتأكيد.. كل النساء العربيات والمسلمات اللاتى شاهدن الفيديو، وكل إنسان حر على وجه البسيطة.

إمكانيات شبكة الإنترنت السحرية، هى التى سمحت لذلك المشهد بالخروج إلى العالم، ولولا إمكانية التصوير، والتحميل، والبث على شبكة الإنترنت، لكان الجمهور الوحيد لما حدث هم الرجال الذين نفذوا «العقوبة».. والذين كانوا شهوداً عليها!، لكن بسبب الشبكة صاحبة البراح الأكبر فى الأيام القادمة، وصل المشهد إلى شاشة التليفزيون.

«التعاون» المتبادل ما بين شاشة التليفزيون وشبكة الإنترنت سينقل عالم الصورة إلى آفاق لا نعلمها، لأن خيالنا لا يستطيع ملاحقة ما يحدث على أرض الواقع بالفعل!، لكن الأهم.. أن نحجز لأنفسنا مكاناً فيه!.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة