دراسة فقهية تؤكد أن طلاق الهمزة يقع كطلاق القاف.. والنية هى الأصل

الخميس، 30 ديسمبر 2010 11:29 م
دراسة فقهية تؤكد أن طلاق الهمزة يقع كطلاق القاف.. والنية هى الأصل على جمعة
ملهم العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ من قال «إنت طالئ» سيقع طلاقه ما دام الأمر بيننا على ذلك.. وتحرى الحقائق أولى من ترويج الأكاذيب والافتراء على العلماء
انتشرت فى الأيام الماضية فتوى عن مفتى مصر فضيلة الدكتور على جمعة، بشأن أنه لا يقع الطلاق بالهمزة، وتكلم كثيرون فى الموضوع ما بين ساخر وشامت، وقل من أنصف، وإلى الآن لم نسمع كلام الرجل بالضبط، إنما ثارت المسألة وفهمت عنه بشكل معين، فهل يا ترى هو يقول ذلك، وما وجهة نظره، وهل تعتبر أم لا؟ أم أن القصة كما جاءت فى المواقع والصحف، ولم يفهم أحد ما أفتى به الشيخ، فقد نص أحد الناس على أن الأمر كان بصورة أخرى، وهذا نص من ذكر الأمر قال (ليس فتوى للشيخ، وإنما هو مجرد مناقشة بحثية له، وقد ذكر هذه المسألة وكان هذا من ثلاث سنين تقريبا فى أحد مجالس العلم، يعنى ليس بجديد، وكان الشيخ يذكرها على سبيل حكاية آراء العلماء للطلبة، لا على أنها فتوى معتمدة منه، فقد كان يذكر أن هذا كان فعل بعض شيوخه، حين يأتيه أحد العوام ممن لا يفقهون شيئا، فيقول للعالم لقد قلت لزوجتى أنت طالىء بالهمزة، وأنا نادم الآن، ولم أكن قاصدا للطلاق، فماذا أفعل؟ فكان هذا الشيخ يسأله ويحلفه على نيته أنها لم تكن للطلاق، فيقسم العامى، فيرد عليه الشيخ بأن الطلاق لم يقع، على أن كلمة أنت طالىء ليست دالة فى لغة العرب الصحيحة على الطلاق، فتكون من كنايات الطلاق التى يحتاج فى إيقاعها إلى نية الطلاق من المتلفظ، هذه هى القصة وليست فتوى معتمدة) هذا نص ما جاء فى المواقع والصحف.

ولما أثارت تلك المسألة جدلا واسعا لدى الرأى العام فى مصر، والعالمين العربى والإسلامى، قام الشيخ علاء سعيد- الداعية الإسلامى بقناة الرحمة الفضائية بإعداد دراسة حول المسألة، أورد آراء العديد من العلماء والفقهاء الموجودة بأمهات الكتب، ليصل لنتيجة، هى تأييد فضيلة المفتى فى رأيه الذى فهم فهما خاطئا .

بدأ دراسته بقوله: إن كان من كلمة أنصح بها نفسى وإخوانى فى مثل هذه الأمور، وليست المسألة خاصة بشخصية مفتى الجمهورية أو غيره، إنما الكلام عام، فينبغى أن نحسن الظن بالآخرين، فأحيانا يقع بعض الناس فى أهل الفضل دون تثبت أو تروٍ، وقد قال ربنا سبحانه: «لوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» النور: 12، فنحن مأمورون بالظن الحسن، وفى ذلك يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها فى الخير محملاًً». وقال ابن سيرين رحمه الله: «إذا بلغك عن أخيك شىء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه». والإمام الشافعى رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعودونه، فقال للشافعى: قوى الله ضعفك، قال الشافعى: لو قوى ضعفى لقتلنى، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتنى ما أردت إلا الخير، فلنحسن الظن خصوصا مع حملة العلم وورثة الأنبياء.
واستشهد ببعض أقوال العلماء فيما قيل، إن الفتوى مستندة عليه فى مسألة إبدال الطاء بالتاء فى الطلاق، وقياس أمر الهمزة فى إبدالها مكان القاف عليه.. أغلبهم ذكر أنها إن كانت من لغته وقع الطلاق بها إن نوى بها طلاقا، كما جاء فى كتاب الفتاوى الفقهية الكبرى لابن حجر الهيثمى رحمه الله تعالى: (وَسُئِلَ) عَمَّنْ قَالَ أَنْتِ تَالِقٌ بِالتَّاءِ فَهَلْ يَحْنَثُ؟ (فَأَجَابَ) بِقَوْلِهِ إنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ لُغَتُهُمْ إبْدَالُ الطَّاءِ تَاءً كَانَ صَرِيحًا لِأَنَّ هَذَا الْإِبْدَالَ لُغَةُ قَوْمٍ مِنْ الْعَرَبِ وَإِلَّا فَهُوَ كِنَايَةٌ.

وكذا استشهد بما جاء فى كتاب الحاوى للفتاوى للسيوطى عمن قال لزوجته أنت تالق ناويا به الطلاق، هل يقع به طلاق؟ فأجاب أنه إن نوى به الطلاق وقع سواء كان عاميا أو فقيها، ولا يقال أنه بمنزلة ما لو قال أنت فالق أو مالق فإنه لا يقع به شىء، لأن حرف التاء قريب من مخرج الطاء، ويبدل كل منهما من الآخر فى كثير من الألفاظ، فثبت بذلك أن التاء والطاء حرفان متعاوران، وينضم إلى هذا الوضع العربى مع النية العرف وشهرة ذلك فى ألسنة العوام كثيرا ولشهرة اللفظ فى الألسنة مدخل كبير فى الطلاق، اعتبره الفقهاء فى عدة مسائل فهذه ثلاثة أمور مقوية لوقوع الطلاق فى هذا القسم،

وفى النهاية يؤكد الشيخ علاء سعيد أنه يتبين بذلك أن المسألة ليست هينة وليعلم أن من تلفظ بكلمة أنت طالئ سيقع طلاقه ما دام الأمر بيننا على ذلك، وليتق الله تعالى كل من يريد الترخيص بزلات العلماء فلن تخرج سالما.

وتأتى هذه الدراسة فى وقتها لتكشف الحقيقة الغائبة بأدلة جامعة وترد على المتصيدين للعلماء، ولتبين أن فهم معانى ودلائل ونصوص الفتاوى وطبيعة المستفتى والمفتى وظروف ذكرها وأن تحرى الحقائق أولى من ترويج الأكاذيب والافتراء على العلماء.. ولسنا هنا فى موقف دفاع عن المفتى الدكتور على جمعة وإنما فقط لنبين الحقائق ولتبقى الأمور فى نصابها.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة