بعد إعلان الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع عن عدم انسحابه من الانتخابات البرلمانية، التى انتهت أمس الأحد، كما فعل حزب الوفد والإخوان المسلمين، دار الحديث حول وجود صفقة بينه وبين الحزب الوطنى تقضى بنجاح مرشحى الحزب الذين دخلوا جولة الإعادة وعددهم ستة، وبذلك يحصل الحزب على زعامة المعارضة البرلمانية (لاحظ أن هذه الزعامة ستكون لخمسة نواب من بين 518 نائباً)، وأكد حديث الصفقة قيادات من "التجمع" نفسه قبل أن يؤكدها آخرون، ومع تأكيدات كثيرة بأن مرشحى التجمع سينجحون طبقاً للصفقة، توقعت ألا يكون الباحث والكاتب المتميز ضياء رشوان المرشح فى دائرة أرمنت بمحافظة الأقصر ضمن هذه الصفقة، حتى لو لم يقل الحزب الوطنى ذلك لرفعت السعيد، ومع الثقة بأن ضياء نفسه لا يشرفه النجاح بهذا الأسلوب، كما أنه لا يوافق عليه من الأصل، فإن كل ما كان يحتاجه للنجاح هو أن تتم الانتخابات بنزاهة، وأن لا تكون البلطجة هى سيدة الموقف، وأن لا يتم التلاعب عبر تقفيل الصناديق وغيرها من الأساليب الأخرى التى فرضت نفسها على المشهد الانتخابى كله.
أما حجتى فى تخلى التجمع عنه، فتأتى من قراءة المشهد الانتخابى كله، والذى تم تفصيله طبقاً لمعيار أساسى يتمثل فى تصميم أحمد عز الذى يتحمل المسئولية الأساسية فى دمغ هذه الانتخابات بكل المساوئ، بألا يكون فى المجلس الجديد أى صوت يعارض التوريث، هذا بالإضافة إلى كل الأصوات التى لم تصمت يوماً فى توجيه الانتقادات العنيفة لأحمد عز، وتم ذلك مع حمدين صباحى وجمال زهران وسعد عبود وعلاء عبد المنعم ومصطفى بكرى الذى لم يشغل باله طوال فترة وجوده فى المجلس الماضى بقضية التوريث، لكنه كان شديد الانتقاد لعز، ووحده فقط النائب محمد عبد العليم داود استطاع الإفلات من هذه المذبحة بفضل الضغط الجماهيرى المتزايد لصالحه من أهل دائرته.
وفيما يتعلق بضياء رشوان، فإنه معروف بانتقاداته العنيفة لمشروع التوريث ورجاله، كما أنه أيضا شديد الانتقاد لما يسمى بالحرس الجديد فى الحزب الوطنى وعلى رأسه أحمد عز، وطبقا لذلك فإن ما حدث من بلطجة وتزوير ضد كل الأسماء السابقة، وانتهت بإسقاطهم بعمليات أشبه بالإنزال الجوى الذى يتم فى الحروب، هو نفسه الذى حدث مع ضياء رشوان ليتم إسقاطه بقرار سياسى وبفرجة لافتة من حزب التجمع.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة