د. فاطمة سيد أحمد

"سامية" والتغيير

الأربعاء، 08 ديسمبر 2010 06:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد ضيعت الانتخابات البرلمانية الفرصة الأخيرة لما تأمله الكاتبة الصحفية زميلتى العزيزة سامية صادق المؤمنة جداً بضرورة إجراء عملية تغيير واسعة، وقد كتبت كتاباً عن هذا قبل الانتخابات بفترة قصيرة لعلها تلفت نظر المارة من المسئولين لما تريده هى وملايين مثلها عن الأمل الذى يراودهم، ويكون له صدى فى الانتخابات.

سامية إيمانها فى التغيير يأتى فى منطقة محظورة ما بين عقلها وقلبها، ولذلك فخروج كلامها من بين ضلوعها هى الآه بعينها، ولأنها شخصية جريئة ومتميزة جداً فى قدرتها على المجاهرة برأيها مهما كان الثمن.. وعليه قامت سامية وهذه عادتها عندما تشعر بأن ما بداخلها لم تعد تتحمله وحدها، أو ترى أنه من واجبها أن يكون معلوماً للمحيطين بها، فإنها تقوم بطباعة كتبها من مالها الخاص الذى طالما حرمت نفسها من أشياء كثيرة لترى أعمالها.

ولكى لا تكون تحت وطأة أى ناشر يلاوعها أو يستغلها، وفى مقابل هذا فإن كتبها رغم ما فيها من رأى صريح وواضح، إلا أنها محدودة التداول، لأنها لا تعلم خريطة التوزيع التى لا تتعامل مع أشخاص ولكن مع كيانات يملكها الناشرون.

هذه المقدمة عن سامية لأنها المرأة التى وجدت أن من حق كل مخلوق على وجه الأرض أن ينادى بالتغيير فيما يعانيه، فقالت فى كتابها الذى يحمل عنواناً مباشرا بـ"التغيير"، إن ما تأمله لشكل المدارس هو:

لما ترجع المدارس
للدراسة والدروس
ويعود تانى نشيدنا الوطنى
ويكون لها علم مغروس
يكون فيها ناظر متمكن
ومعلم له دور محسوس

وعن المستشفيات قالت:
التغيير يكون
لما ابنى يمرض ويدوخ
ويصيبه فيرس وخطير
إن كان من هوا ولا ميه
ولا من طير أو خنزير
أنقله لأقرب مستشفى من غير واسطة ولا تأخير

وفى "الجورنال" قالت:
لما آجى أفتح جورنال
ما أقومش وقلبى موجوع
من أخبار كلها كوارث
من حكاوى فى الممنوع
وده كاتب علشان الشهرة
يبيع فى مبادئه الأساسية
يستعرض قضايا غريبة
ويساند أهداف ماسونية

وعن الفضائيات قالت:
ما أسمحش لقنوات فضائية
تتحكم وترسم فيه
بفلوسها تشترى إعلامنا
وتوجه فى رموز فكرية
وأتاريهم ساكتين قابلين
فى سبيل المال والنجومية

وفى الفتنة الطائفية قالت:
تعيش الوحدة الوطنية
من غير خلافات ولا عصبية
ما تقولش أنا مسلم ومسيحى
أو نوبى أو من البهائية
أو بدوى ساكن الصحرا
ومعايا جنسية شرفية

وهكذا تتواصل سامية مع الأحداث فى كل القطاعات، وهى تأمل التغيير فى كل شىء لم تترك أى باب إلا وطرقته واضعة يدها على بيت الداء، وما عرضناه هو جزء قليل مما يحتويه هذا الكتاب الغاية فى الأهمية والظُرف، قرأته وأنا أبتسم بوجع لقد اتبعت سامية الطريقة "البيرمية" نسبة إلى شاعرنا رائد العامية بيرم التونسى، ولكن سامية خشيت من نقد أقلام الشعراء والناثرين، وهذه تجربتها الأولى فى هذا المجال، فذكرت فى مقدمة كتابها أن ما يتضمنه ليس شعراً أو نثراً فقط مجرد خواطر.. ونقول لسامية خواطرك مجبورة بإذن الله.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة