أسرار وكواليس زيارة أيمن نور إلى لبنان

الخميس، 09 ديسمبر 2010 11:02 م
أسرار وكواليس زيارة أيمن نور إلى لبنان أيمن نور فى مقابلة مع المهندس فؤاد مخزومى
رسالة بيروت : نورا فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ قابل مسؤولى 14 و8 آذار.. وناقش مطالب العمالة المصرية.. وأرجأ لقاءه بـ«حزب الله» نتيجة الأوضاع الأمنية
◄◄ نور قال للمسؤولين فى بيروت إن الحكومة المصرية تضغط لمنعه من مقابلة الحريرى وميشال سليمان


«مغارة جعيتا» الاختيار الأول الذى يرجحه لك اللبنانى إذا سألت عن الأماكن التى ترغب فى مشاهدتها، لكنها ليست فى الحقيقة للمشاهدة فقط، إنما لتنمية الوجدان، حيث تأخذك «جوهرة السياحة اللبنانية» كما يطلقون عليها إلى عالم الأساطير القديمة، فتجد نفسك وسط تجاويف وهياكل نحتتها الطبيعة عبر تسرب المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل على مرور الزمن الآلاف من التكوينات الساحرة التى تشاهدها وأنت فى «زورق» صغير يتجول بين شرايين الجبل، أما الاختيار الثانى يأخذك إلى «الروشة» حيث عجائب الطبيعة تتخلل مياه البحر المالحة فى مشهد يدعوك للتأمل.

ورغم عدم الاستقرار الذى يعيشه الشعب اللبنانى ما بين صعود وهبوط التيارات السياسية وانقلابها على بعضها الآخر لاختلاف مواقفها حول بعض القضايا، مثل الصراع الحالى بين تيار المستقبل وحزب الله حول «المحكمة الدولية والتحقيق فى اغتيال الرئيس رفيق الحريرى»، ومخاوف التدخل العسكرى، فإن الطبيعة الخلابة التى يتمتع بها لبنان تبعث فى النفس الاستقرار لتأخذك الجبال الشاهقة التى تتخللها ينابيع المياه إلى عالم خيالى تشعر فية بالهدوء، وهو ما ينعكس على طبيعة وأسلوب الشعب اللبنانى فى تعامله، وطبيعة حديثهم «على الرواق»، على حد تعبيرهم.

أشياء كثيرة فى لبنان بخلاف الطبيعة تعكس الأجواء السياسية، حيث تتلون الجرائد بِألوان التيارات السياسية المنقسمة بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار، والتى تدفع بتنوع رهيب فى الصحافة المقروءة.

ما بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار التى يقودها حزب الله، كانت تحركات الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، ومرشح الرئاسة 2011 على مدار (7) أيام، أشبه بزيارة رسمية لمسؤولى الدولة، استهدف نور منها تأكيد قدرة المعارضة على لعب دور سياسى حيوى على المستوى الخارجى دعما للعلاقات المصرية الدولية على حد قوله، لكن الزيارة لم تقف عند حد الزيارات السياسية الرسمية، حيث جمعت بين السياسة والثقافة والفن، حيث التقى خلال عشاء الإعلامية نضال الأحمدية، وبأهل الفن والثقافة اللبنانية، من بينهم الفنانة أمل حجازى.

الساعات الأولى لزيارة «نور» إلى لبنان بدأت بعدد من اللقاءات الإعلامية التى صرح فيها بأنه تلقى معلومات من مصادر موثقة حول ممارسة الجانب المصرى ضغوطا لمنع مقابلاته مع الجانب الحكومى «تيار المستقبل»، ولقائه برئيس الجمهورية ميشال سليمان تحديدا، وأكد أنه ينتظر الرد فى ذلك الصدد، لكن حتى انتهاء الزيارة لم يلتق «نور» «الحريرى»، خاصة أن «الحريرى» كان خارج لبنان فى تلك الفترة، والتقى «نور» مصطفى علوش، عضو المكتب السياسى لـ«تيار المستقبل»، الذى أوضح أن موقف التيار يفصل بين الجانب الحكومى وكونه تيارا سياسيا يرحب بالتعامل مع «نور».

ورغم المحاولات التى تحدث عنها «نور» لإعاقة لقائة مع «الحريرى» فإنه تمكن من مقابلة عدد من ممثلى تيار المستقبل، حيث التقى وزير العمل اللبنانى بطرس حرب، لينقل إليه مطالب المصريين بلبنان والقضايا الخاصة بهم التى أسندوها إلى «نور» خلال لقائه معهم، وتمحورت فى 4 قضايا أساسية: «الكفيل، الضمانة الاجتماعية، إنشاء جالية مصرية، المساجين المصريون»، حيث طالبوا بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل للمصرى الذى يدخل البلاد بطريقة غير شرعية، حيث يظل حبيس السجن لأكثر من 9 أشهر، رغم أن حكم المحكمة يقضى بشهر مع غرامة مالية، موضحين أن السلطات اللبنانية تظل متحفظة على المصريين لعدم وجود أى جهة حقيقية تدعمهم، فى الوقت الذى تحصل فيه على مبالغ من الأمم المتحدة على المساجين، فيما أشار وزير العمل اللبنانى إلى قرب تفعيل الاتفاقية الموقعة بين مصر ولبنان بخصوص المعاملة بالمثل فيما يخص مسألة الضمان الاجتماعى.

نور طلب أيضا من «حرب» السماح للعمالة المصرية بتكوين رابطة تراعى مصالح المصريين الاجتماعية، وهو ما قابله «حرب» بالترحيب، كما ناقش نور مع المصريين تطوير العمالة المصرية بلبنان، وحقهم فى التصويت فى الانتخابات.

والتقى «نور» أيضا عددا من ممثلى قوى 8 آذار «التحالف الذى نشأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريرى» حيث اجتمع مع العماد ميشيل عون، رئيس كتلة الإصلاح والتغيير، ليتناول اللقاء 3 قضايا رئيسية، أولاها الأوضاع اللبنانية، حيث اتفق الطرفان على أهمية المحكمة الدولية والعدالة وتفادى ما يعيق هذا المسار، أما القضية الثانية فتتمثل فى المخاوف المشتركة من التهديدات التى يتعرض لها المسيحيون فى مصر والعراق وعدد من الأقطار العربية، خاصة أنها تصدر من أطراف خارجية، والثالثة هى القضية الفلسطينية والتأكيد على حق العودة، كما تعرضا لقضية الحل الدائم للصراع العربى الإسرائيلى، مؤكدين أهمية أن يكون هناك حل نهائى لإنهاء التوتر فى المنطقة.

وتناول لقاء «نور» مع دورى شمعون، رئيس حزب الوطنيين الأحرار، الحديث حول «اللبنانية الحالية» التى انتقل الحديث عنها إلى طاولة الغذاء الذى أقيم تكريما لأيمن نور.

المحطة الثالثة لـ «نور» فى لقاءاته السياسية اللبنانية كانت مع المهندس فؤاد مخزومى، رئيس حزب الحوار الوطنى «التيار الوسط»، حيث اتفقا على توقيع بروتوكول تعاون بين الحزبين فى إطار التعاون المشترك وتبادل الخبرات، بعد النقاش فى العديد من القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية.

وتطرق الطرفان للحديث حول أزمة المحكمة الدولية، وأوضاع العمالة المصرية فى شركة أنابيب المستقبل ممن اعتصموا على مدار الأيام الماضية، إلا أن «مخزومى» طمأنه على أوضاع العاملين المصريين، والتحركات التى يتخذها رغم المغالاة فى تصعيد الأمور من الجانب الإعلامى، مضيفا أنه سيتم ترتيب زيارة من «مخزومى» لحزب الغد بالقاهرة قريبا.

واختتم نور جولته بالتوجة إلى مقر السفارة المصرية بلبنان، للتأكيد على مطالب المصريين، حيث التقى باهر فاروق شويخى، سكرتير أول السفير، الذى تطرق لزيارة «نور» إلى لبنان، متسائلا عن نتائج الزيارة التى قام بها حزب الغد واستطلاع رأيه حول أزمة المحكمة الدولية، إلا أن الزيارة التى استمرت لمده 7 أيام انتهت دون أن يلتقى نور ممثلى حزب الله، وهو ما أرجعه نور إلى الظروف الحالية فى لبنان، خاصة الأمنية منها، والتى قد تعوق الزيارة، خاصة أنه كان يفضل أن يلتقى بحسن نصر الله شخصيا لذا أرجأ اللقاء لمرة قادمة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة