>> قاصر تكشف مافيا تجارة الرقيق الأبيض.. وتعترف: «محامى القرية وضعنى فى طابور العرض أمام ثرى عربى»
قرية طموه تقع على بعد كيلو مترات من مدينة أبوالنمرس التابعة لمحافظة السادس من أكتوبر، منازل القرية لا ترتفع عن الطابق الواحد، الشوارع مكتظة بالمواطنين حيث تكاد لا ترى لون الأسفلت من كثرة المارة، الحالة الاقتصادية السيئة التى تجتاح البلاد أصاب رذاذ منها قرية طموه، الأمر الذى ترتب عليه تسرب العديد من أبناء القرية من التعليم فى المرحلة الابتدائية، فى الوقت الذى تعانى فيه القرية من الزيادة السكانية الكبيرة، حيث المنزل الصغير الذى لا يتعدى الأمتار تقطنه أسرة مكونة من عشرة أفراد، بينما تزيد نسبة الإناث على الذكور بالقرية.
ومع كل هذه المشاكل التى تحاصر هذه القرية البسيطة لم يجد الأهالى حلا سوى العودة إلى تجارة الرقيق أو ما يسمى «زواج القاصرات» تلك الكارثة التى طالت أغلب الفتيات، حيث يتم عرضهن على الأثرياء العرب للزواج منهن وكأنهن فى سوق لتجارة الرقيق، يختار منهن التاجر ما يشاء، فترتفع الأسعار وتنخفض حسب السلعة «الفتاة» فى حين أن الثرى العربى يدفع آلاف الجنيهات إلى أسرة الفتاة مقابل الاستمتاع بها أياما معدودات كما يتولى شئون أسرتها كاملة، وما أن يكتشف أنها حامل حتى يمزق ورقة الزواج العرفى التى تربطه بها ليبحث عن فريسة أخرى، ويصبح الطفل عديم النسب فلا يجد والد الفتاة حلا سوى قيد حفيده باسمه فى السجلات الرسمية لتتفاقم الكارثة.
فتاة صغيرة لم تتخط الرابعة عشرة من عمرها فجرت الكارثة عن طريق برنامج «واحد من الناس» الذى يقدمه الزميل عمرو الليثى، ليأمر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بفتح الملف الساخن من جديد للتحقيق فيه، حيث أمرت نيابة جنوب الجيزة بسرعة ضبط وإحضار والدى الفتاة والمحامى الذى أبرم عقد الزواج والثرى العربى.. مفاجآت من العيار الثقيل فجرتها الطفلة أمام النيابة مؤكدة أنها لم تتخط الخامسة عشرة من عمرها فوجئت بوالدها يقودها «كالدابة» إلى مكتب محام شهير بالقرية الذى هرع بها إلى شقة ثرى عربى لتأخذ مكانها فى طابور العرض أمامه، حيث وجدت نفسها سلعة تباع بثمن بخس للخروج من مشكلة اقتصادية لا ناقة لها فيها ولا جمل. الفتاة وقفت أمام النيابة تسرد لهم «حواديت خيالية»: أبى وأمى كانا حريصين على تزيينى فى أحسن صورة كأننى عروس النيل التى وقع عليها الاختيار لتلقى فى البحر، الأمر الذى جعل الثرى العربى يقتنع بالزواج منى.
الفتاة تتوقف قليلا عن الكلام أمام النيابة، ثم تواصل الحديث فى حياء قائلة: لا أستطيع أن أصف ليلة الدخلة، حيث لم أكن أدرى ماذا يعنى هذا المصطلح، لكننى فوجئت فى يوم وليلة بنفسى بين أحضان رجل يزيد عنى فى العمر عشرات السنين.
بعدها هربت إلى منزلى وحكيت لوالدى مأساتى فقام بتقطيع ورق الزواج العرفى، قصة أخرى لاتقل مأساوية وبطلها مزارع لديه «كومة عيال» ضحى بأحدهم من أجل بقاء الآخرين، فاتفق مع محام «شاطر» على تزوير العديد من شهادات الميلاد لابنته «خضرة» بأسماء مختلفة حتى يزوجها لأكبر عدد من الأثرياء العرب لضمان حصوله على مبالغ مالية كبيرة تسد جوع أشقائها.
المحطة الأولى كانت لثرى سعودى الجنسية يدعى «محمد.ع» تزوج الفتاه مقابل 10 آلاف جنيه، واستخرج لها جواز سفر باسمها وسافرت معه إلى السعودية حتى فوجئ الأب بعودة ابنته «مكسورة الجناح» بعدما طلقها الثرى السعودى الذى يتخطى عمر والدها، وقررت الفتاة ألا تعود إلى الزواج مرة أخرى، خاصة بعد الانتهاكات الجسدية التى تعرضت لها، غير أن الأب أصر على مواصلة الطريق بحثا عن المال، فاتفق مع المحامى على استخراج شهادة ميلاد أخرى لابنته لكن باسم آخر.
وبشهادة الميلاد الجديدة استطاعت الفتاة الزواج من ثرى سعودى آخر يدعى «على. ع» وسافرت معه إلى السعودية مرة أخرى، وطلقها الثانى لتجد نفسها وحيدة فى السعودية وتعود مرة أخرى إلى القاهرة، ولم تتوقف أطماع الأب ونسج خيوطه حول شاب مصرى بعدما أوهمه أنها ما زالت بكرا، وفى ليلة الدخلة اكتشف أن زوجته ليست بكرا كما هو موجود بعقد الزواج، واجهها فانهارت وسردت له قصتها وأنها سلعة يتم تداولها بين تجار المتعة من أجل حياة أشقائها، فأسرع الشاب إلى قسم شرطة الحوامدية وأبلغ عن الواقعة، وتم القبض على الوالد وابنته والمحامى الذى أنكر صلته بالواقعة.
لمعلوماتك...
>> 13 ألف حالة اغتصاب وتعرض لأنثى حدثت خلال عام واحد فقط وذلك طبقاً لأرقام الإدارة العامة لمباحث الآداب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة