مدحت حسن

هل يستحق "جدو" الحصول على شقة؟

الخميس، 18 فبراير 2010 07:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار شهرين تقريبا، لم تخل الصحف والبرامج اليومية فى أغلب الفضائيات من اسم محمد ناجى جدو، اللاعب الذى أصبح شهيرا بعد أن كان مغمورا.خلال أيام البطولة، لم يكن هناك مفر من الإشادة بنجاح اللاعب وتوفيقه وقدرته على إحراز الأهداف المؤثرة، وما بعد البطولة زاد الاهتمام والاحتفاء قبل أن يدخل اللاعب فى مشكلة التوقيع على عقود الانضمام للزمالك، وبغض النظر عن عدم أمانة اللاعب واعترافه المتأخر بعد أن تورط فى الكذب، وهو ما كان يجب أن يحدث من لاعب أصبح قدوة ومثلا للكثيرين من الشباب، فإن كل هذا لم يكن هو شاغلى الأساسى وليس هو المبرر لكتابة هذا المقال..

فقد تعمدت أن أؤخر كتابته لأطول وقت، بعد أن تهدأ غمرة الاحتفالات وتهدأ نشوة الانتصارات حتى لا أبدو كمن يريد أن يطفئ نيران الفرح، وما شغلنى ولم أجد له ردا أو تعليقا حتى الآن هى الاحتفاءات المبالغ فيها من جانب المحافظين فى المحافظات التى ينتمى إليها اللاعبون وكأن هؤلاء المحافظين هم أصحاب الفضل فى تألق اللاعبين فى أنجولا، وبدلا من أن ينشغل كل منهم بالمشاكل المتراكمة فى محافظته انصب جهدهم على استقبال اللاعبين والاحتفاء بهم..

ومع كل ما فعله المحافظون من مبالغات، فإن ما فعله كل من محافظى البحيرة والإسكندرية يرقى لمرتبة الخطيئة التى يستحقون الحساب العسير عليها، فقد قام محافظ البحيرة بتكريم اللاعب "جدو"، على اعتبار أنه ابن من أبناء المحافظة ويقطن مع أسرته فى منطقة حوش عيسى، إلى هنا والأمر قد يقبل أسوة بما فعل باقى المحافظين، ولكن لكى يكون محافظ البحيرة أكثر تفردا من الجميع، فقد قام بمنح "جدو" شقة سكنية من شقق المحافظة تقديرا له، وهنا يجب محاسبة هذا المحافظ الذى لا يقدر أمانة الموقع الذى يجلس فيه، فالدولة بكل تأكيد لم تبقه محافظا ليمنح وحدات سكنية للاعبى الكرة المتميزين، فهناك آلاف من الشباب من أبناء البحيرة أحق من جدو بهذه المكرمة..

وثانيا: هل أعطى المحافظ هذه الشقة لجدو من ماله الخاص أم اقتطعها من حقوق شباب كل حلمهم هو الحصول على شقة ليبدأوا حياتهم. "جدو" أصبح من حقه نتيجة لجهده نصيب من المكافآت الرسمية ستتخطى المليون جنيه، وهو ما يمكنه أن يشترى شقة أو أكثر، وهو فى كل الأحوال لا يستحق أن يحصل على هذه المنحة التى ينطبق عليها القول المأثور " من لا يملك أعطى لمن لا يستحق".

وفى اليوم التالى كان محافظ الإسكندرية يريد أن يثبت أنه ليس أقل من محافظ البحيرة، فقرر على الفور منح " جدو" مكافأة مالية قيمتها خمسون ألف جنيه على اعتبار أنه لاعب بالاتحاد السكندرى، وما يستحقه محافظ الإسكندرية من حساب هو ذاته ما كان يجب أن يناله محافظ البحيرة، كلاهما لم يكن أمينا مع نفسه ومع المسئولية التى يتولاها، وأنا أدعو كلا المحافظين للتراجع فورا عن هذه المنح وإعادة تخصيصها لمن يستحق من الشباب فى المحافظتين، وإذا لم يستجيبا لهذه الدعوة ـ وهو ما أتوقعه ـ فإننى أرجو من "جدو" أن يكون قدوة حقيقية للمجتمع ويقرر رفض هذه الهدايا وإعادتها، وهو ما سيجعله يرتفع درجات فى سلم النجومية الحقيقية، ويبقى لسنوات ليس فقط فى ذاكرة محبى الكرة بل لدى الملايين من محبى هذا الوطن.

* كاتب صحفى بالأهرام








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة